من كلام الشيخ العلامة الألباني رحمه الله في هجر المبتدع
قال الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :...كثيراً ما نسأل فلان صاحب لنا وصديق لنا لكنه لا يصلي ويدخن ، وهكذا هل نقاطعه ؟ أقول له : لا تقاطعه ، لأن مقاطعتك له لا تغيره ، ويظل في ضلاله ، وأذكر بالمناسبة مثلاً شامياً خلاصته أنه كان هناك رجل فاسق تارك للصلاة ثم تاب وذهب ليصلي أول صلاة في المسجد بعد التوبة ، وإذا به يجد باب المسجد مغلقاً فقال له : ( أنت مسكر وأنا مبطل )! هذه الصحبة لا أريدها ، لأن صحبة الصالح للطالح مبنية على صلاحه ، وهذا الطالح لا يرديه ، فإذا قاطعه الصالح فقد حقق له ما يريده ، لذلك فالمقاطعة وسيلة شرعية يراد بها تحقيق مصلحة مشروعة
وهي تأديب المهاجر أي : المقاطع ، فإذا كانت المقاطعة لا تؤدبه بل تزيده ضلالاً على ضلاله فحينئذ لا تجب المقاطعة .
ولذلك نحن اليوم لا نتشبث بالوسائل التي كان يتعاطاها السلف ، لأنهم كانوا ينطلقون بها من موقف القوة ، واليوم المسلمون ضعفاء في كل شئ ليس فقط الحكومات بل الأفراد ، والأمر كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء قالوا منهم يا رسول الله ؟ قال : ناس صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) رواه مسلم
( 145) فلو نحن فتحنا باب المقاطعة والهجر والتبديع لفعلنا ما يخالف المصلحة الشرعية ، فلذلك نؤثر سياسة ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) (النحل : 125) .[ شريط من هو الكافر ؟ وما هي البدعة المكفرة] [ومزيل الإلباس في الأحكام على الناس ( ص:244) ] .