سيف النصر علي عيسى مدير عام
نقاط : 446 تاريخ التسجيل : 24/12/2009
| موضوع: أخلاق حميدة كانت في أهل الجاهلية من العرب ضاعت منا نحن المسلمين الأحد أبريل 12, 2015 10:25 am | |
| أخلاق حميدة كانت في أهل الجاهلية من العرب ضاعت منا نحن المسلمين الكاتب : سيف النصر علي عيسى فقد كان العرب فوق كل ما وصفنا يمتازون ببعض الصفات الأخلاقية الحميدة منها : 1 ـ " الكرم : وكانوا يتبارون في ذلك ويفتخرون به ، وقد استنفدوا فيه نصف أشعارهم بين ممتدح به ومُثْنٍ على غيره، كان الرجل يأتيه الضيف في شدة البرد والجوع وليس عنده من المال إلا ناقته التي هي حياته وحياة أسرته، فتأخذه هزة الكرم فيقوم إليها، فيذبحها لضيفه. ومن آثار كرمهم أنهم كانوا يتحملون الديات الهائلة والحمالات المدهشة، يكفون بذلك سفك الدماء ، وضياع الإنسان ، ويمتدحون بها مفتخرين على غيرهم من الرؤساء والسادات." ([1]) وكان من أشهر كرماء العرب حاتم الطائي الذي كان مضرب المثل ، وأيضا في مكة عبد الله بن جدعان ، وقد صنع قصعة كبيرة يأكل منها الراكب فرسه . جاء في صحيح مسلم (315 ) ٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ، فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ؟ قَالَ : لا يَنْفَعُهُ إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ . 2 ـ " الوفاء بالعهد : فقد كان العهد عندهم دينًا يتمسكون به ، ويستهينون في سبيله قتل أولادهم ، وتخريب ديارهم ، وتكفي في معرفة ذلك قصة هانئ بن مسعود الشيباني ، والسَّمَوْأل بن عاديا، وحاجب بن زرارة التميمي. 3 ـ عزة النفس والإباء عن قبول الخسف والضيم : وكان من نتائج هذا فرط الشجاعة وشدة الغيرة ، وسرعة الانفعال ، فكانوا لا يسمعون كلمة يشمون منها رائحة الذل والهوان إلا قاموا إلى السيف والسنان ، وأثاروا الحروب العوان ، وكانوا لا يبالون بتضحية أنفسهم في هذا السبيل. 4 ـ المضي في العزائم : فإذا عزموا على شيء يرون فيه المجد والافتخار ، لا يصرفهم عنه صارف ، بل كانوا يخاطرون بأنفسهم في سبيله. 5 ـ الحلم ، والأناة ، والتؤدة : كانوا يتمدحون بها إلا أنها كانت فيهم عزيزة الوجود؛ لفرط شجاعتهم وسرعة إقدامهم على القتال. 6 ـ السذاجة البدوية ، وعدم التلوث بلوثات الحضارة ومكائدها : وكان من نتائجها الصدق والأمانة ، والنفور عن الخداع والغدر." ([2]) 7 ـ " كانوا أصحاب شجاعة، ومغاوير حرب، وأحلاس خيل، وأصحاب جلادة وكانت الفروسية من أبرز أخلاقهم. حتى كانوا يتمادحون بالموت قتلاً، ويتهاجون بالموت على الفراش قال أحدهم لما بلغه قتل أخيه: إن يقتل فقد قتل أبوه وأخوه وعمه، إنا والله لا نموت حتفاً، ولكن قطعاً بأطراف الرماح، وموتاً تحت ظلال السيوف. وما مات منا سيد حتف أنفه ولا طُلّ منا حيث كان قتـيل تسيل على حد الظُباة نفوسنا وليست على غير الظباة تسيل وحيث كان العرب لا يقدمون شيئاً على العز وصيانة العرض، وحماية الحريم، استرخصوا في سبيل ذلك نفوسهم"([3]) 8 ـ كانوا بمعزل عن الأدواء المدنية والترف الذي يحول دون التحمس للعقيدة والتفاني في سبيلها، فكانوا يقلون من الأكل ويقولون البطنة تذهب الفطنة ويعيبون الرجل الأكول الجشع: إذا مدت الأيد إلى الزاد لم أكن بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل([4])
(1) الرحيق المختوم ص39 (2) المصدر السابق ص39 (3) مدخل لفهم السيرة ص24 ([4]) بلوغ الأرب (ج1/ص377). | |
|