سيف النصر علي عيسى مدير عام
نقاط : 446 تاريخ التسجيل : 24/12/2009
| موضوع: الحب بين الرجل والمرأة حقيقة وواقعا الأحد أبريل 12, 2015 10:29 am | |
| الحب بين الرجل والمرأة حقيقة وواقعا
الكاتب : سيف النصر علي عيسى الحب عاطفة نبيلة تجتاح الإنسان فتبعث في نفسه السعادة والطمأنينة والأمان ، وتجعله ينظر إلى المستقبل بنظرة تفاؤلية على حسب قيمة الحب ودرجته . وهي بين الرجل والمرأة تدفع كل واحد إلى الآخر دفعا تطلعا إلى تحقيق سنن الله الكونية من التزاوج والتناسل والسكينة بأسباب لابد وأن تتوفر بينهما ، وهي التي ذكرها الله تعالى في كتابه وهي المودة والرحمة. وهذه العاطفة العظيمة ليست كما يتصورها البعض أنه من الممكن أن يتحكم فيها ، أو يحد منها ؛ بل هي شيء يقتحم قلبه ويتربع على عرشه فلا يستطيع الفكاك منه . ويصير أسيرا لهذا الحب . وهي تكون قبل الزواج وبعد الزواج ، ليس مما يشيعه البعض ويصوره بصورة خاطئة فقد روى ابن ماجه (3/ 54) بسند صحيح عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم ير للمتحابين مثل النكاح" لكن تختلف قوة الحب بين المرأة والرجل ، فالرجل يحب بعقله وقلبه وغريزته ، والمرأة تحب بقلبها وغريزتها فقط . لذا عندما نقارن بين حب المرأة للرجل وحب الرجل للمرأة نجد البون شاسعا ، فالرجل خلقه الله تعالى وجعل له قلبا يسع أكثر من امرأة ، وإلا لما أباح الله الزواج له بأكثر من امرأة ، فلا يتزوج بامرأة إلا وهو يحبها دون أن يقلل هذا من حب الأخرى . وإنه يستطيع أن يدير شؤون أكثر من بيت وأكثر من أسرة ، فقد يترك الرجل امرأة وهو يحبها ، وأما المرأة فلا يسع قلبها إلا لرجل واحد فقط ، فإذا أعجبه غيره لفظت الأول من غير أن تبالي به ، ولو تزوج عليها زوجها أو تعلق بامرأة أخرى وكانت في غاية الحب له فجأة انقلب أمرها وتحول الحب الشديد إلى بغض شديد . ومن المحال أن تحب المرأة رجلين في آن واحد ، وإذا حدث فإنما هو مجرد إعجاب بمزايا في كل واحد منهما لكنه لا يكون حبا لأيهما . ومن السهل أن تترك المرأة الرجل الذي تحبه لظهور آخر غير لها نمطا ما في حياتها ، فالمرأة من طبعها متقلبة وغير ثابتة . وعندما ننظر إلى التاريخ والواقع نجد ما قررناه . فمن التاريخ : قصة عنترة بن شداد مع ابنة عمه عبلة ، وكيف أنه قاسى وعان في سبيل أن تكون له وطار شعره بها في الآفاق وصار الآن أدبا يدرس في المدارس والجامعات ، في حين لم نجد لها شعرا تتحدث فيه عن مشاعرها تجاه عنترة . وفي عهد النبوة نجد قصة مغيث وبريرة خير شاهد على ذلك : فمغيت كان عبدا مملوكا وكذلك كانت بريرة أمة مملوكة ،وتزوجا وعاشا سويا ، ولكن حين أتيحت الفرصة لبريرة أن تكون أفضل من مغيث حين أعتقت فخيرت بين البقاء مع زوجها وبين تركه فاختارت أن تتركه ، فكان حاله جعل النبي صلى الله عليه وسلم يشفق له حين كان يمشي وراءها في الطرقات يبكي يرجوها أن ترجع إليه ، فشفع له النبي صلى الله عليه وسلم عندها فأبت أن ترجع إليه . فقد روى البخاري في صحيحه (5/ 2023) : عن ابن عباس : أن زوج بريرة عبد أسود يقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس : ( يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا ؟) . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لو راجعته ) . قالت : يا رسول الله تأمرني ؟ قال : ( إنما أنا أشفع ) . قالت : لا حاجة لي فيه . وفي رواية في سنن أبي داود (2/ 270) : (أن مغيثا كان عبدا، فقال: يا رسول الله اشفع لي إليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بريرة اتقي الله، فإنه زوجك وأبو ولدك» ، فقالت: يا رسول الله أتأمرني بذلك، قال: «لا، إنما أنا شافع فكان دموعه تسيل على خده» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: «ألا تعجب من حب مغيث بريرة، وبغضها إياه» فبرغم طلب النبي صلى الله عليه وسلم منها الرجوع إلى زوجها شفاعة منه لكنها رفضت شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ولم تتنازل عن فراقه أبدا . والنبي صلى الله عليه وسلم ذكرها بشيء آخر لعل قلبها يلين وهو أولادها . لكنها لم تلتفت إلى ذلك . وفي قصة قيس بن الملوح مع ليلى أيضا مثال ، كيف فعل به الحب أن صار يهذي بها كالمجنون وسمى مجنون ليلى . وقال فيها شعرا صار تاريخا ، ولكن لم نسمع عن شعرها في قيس إلا نذرا بسيطا . ومن الشواهد والأدلة أن النساء يجحدن عشرة الزوج بمجرد أن ترى منه شيئا لا يعجبها . فقد روى البخاري (1/ 19) عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن ) . قيل : أيكفرن بالله ؟ قال : ( يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط ) وهذا هو غالب حال النساء ، ولا يمنع أن يوجد حالات مضادة لهذا ، ولكن الحكم للغالب لكن هذا لا يوجد في الرجال غالبا ، بل عكس النساء في ذلك . فهناك من النساء من لا يجحدن حق الزوج ويكن أوفياء لأزواجهن مهما رأين منهم من سوء ، ولكن الغالب فيهن غير ذلك ، والرجال منهم من يجحد حق الزوجة وعشرتها ، لكن غالب الرجال لا يفعل ذلك بل يصبر عليها غالبا لضعف عقل المرأة . وهذا راجع إلى أن الرجل يرى عيوبه سريعا فيسهل عليه إصلاحها ، ولكن المرأة لا تحب أن ترى عيوبها ولذلك تظل كما هي لا تحاول أن تغير من نفسها ؛ بل تزداد تمسكا بما هي عليه ولو رآه الناس كلهم أنه عيبا . وليس ما كتبناه يعد ظلما للمرأة أو افتراء عليها بل هو وجهة نظر ارتأيناها من الواقع والتاريخ والشرع .
| |
|