تابع أقوال الشيخ مقبل بن هادي في هجر المبتدع
وسئل رحمه الله : علمت أن هجر المبتدعة واجب إذا أصر على بدعته ولكن هل يصح هجر من لم يهجر المبتدع وهو لا يعمل بعلمه ، ولكن يخالطهم ولم يهجرهم ؟
فأجاب : قبل هذا هجر المبتدع كان ضيقاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتوسع فيه الناس كيف ذلك ؟ مثلاً مبتدع وأنت ترى أنك تدعوه إلى الله وربما يرجع أو ترى إنك إن تركته وهجرته ربما يتمادى في ضلاله أو ربما يحتضنه الأحزاب الأخرى وأنت تنظر إلى مصلحة الإسلام والمسلمين ، ولا تهجره من أجل مصلحة نفسك والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( حق المسلم على المسلم خمس ومنها إذا لقيته فسلم عليه) ، أما إذا كنت ترى أنك إذا هجرته سيرجع إلى الله سبحانه وتعالى ويتوب فلك أن تهجره ، والهجر كما سمعت كان مضيقاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فالنبي صلى الله عليه وسلم هجر الثلاثة الذين خلفوا ، وهجر نساءه شهراً ، وهجر من تضمخ بالخلوق والله المستعان ، فما ينبغي أن نتوسع في الهجر حتى ما نكون سبباً لنفور الناس عن السنة وعن الخير
بقي ماذا ؟ أن تهجر الذي لم يهجر المبتدع : توسعت بارك الله فيك ما عندك دليل من لم يهجر المبتدع هجرناه حتى المثال الذي يقال : من لم يكفر الكافر فهو كافر أيضاً ليس بمستقيم ، بل من لم يكفر الكافر المتفق عليه مثل أن يقول اليهودي ما هو كافر أو النصراني ما هو كافر مثل هذا يكفر لأنه مكذب للقرآن عن الله قد كفرهم في القرآن ، لكن شخص يقول : تارك الصلاة ليس بكافر ، وأخر يقول : تارك الصلاة كافر فهي مسألة اختلف فيها علماؤنا رحمهم الله تعالى .
[ الأجوبة السديدة في فتاوى العقيدة ( 1/167-169)