موقع الشيخ سيف النصر علي عيسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع الشيخ سيف النصر علي عيسى

موقع يهتم بالعقيدة الإسلامية والفقه والأخلاق والدفاع عن العلماء
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول

مرحبا بكم في موقع الشيخ سيف النصر علي عيسى
ننبه الأخوة الزوار أن الإعلاانات التي بأعلى الصفحة وبأسفلها المنتدى برئ منها ، وهذا لأن المنتدى مجانا
المواضيع الأخيرة
» قواعد مهمة في علم الجرح والتعديل
نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالإثنين مارس 11, 2024 5:05 am من طرف سيف النصر علي عيسى

» نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي
نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالإثنين مارس 11, 2024 4:46 am من طرف سيف النصر علي عيسى

» التعليقات المختصرات على كتاب الورقات في أصول الفقه
نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالأحد مارس 10, 2024 9:34 am من طرف سيف النصر علي عيسى

» بيان حال حديث وكان به لمم
نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالسبت مارس 09, 2024 3:49 pm من طرف سيف النصر علي عيسى

» بدع وضلالات الدجالين والمشعوذين مدعي الرقية الشرعية فاحذروها
نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالسبت مارس 09, 2024 7:00 am من طرف سيف النصر علي عيسى

» قواعد شرعية في فهم الملة الإسلامية
نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالجمعة مارس 08, 2024 6:25 am من طرف سيف النصر علي عيسى

» تبصير العقول بشرح كتاب المأمول من لباب الصول في أصول الفقه
نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالجمعة مارس 08, 2024 2:58 am من طرف سيف النصر علي عيسى

» معرفة معنى أصول الفقه وما يترتب من أحكام
نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالخميس مارس 07, 2024 3:26 pm من طرف سيف النصر علي عيسى

» متن المنظومة البيقونية في علم الحديث
نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالخميس مارس 07, 2024 2:58 pm من طرف سيف النصر علي عيسى


 

 نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سيف النصر علي عيسى
مدير عام



ذكر نقاط : 446
تاريخ التسجيل : 24/12/2009

نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Empty
مُساهمةموضوع: نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي   نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالخميس مارس 07, 2024 1:49 am

نقد كتاب الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار للشيخ وحيد عبد السلام بالي
قام بها
سيف النصر علي عيسى
المقال الأول
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
أما بعد
فإن النقد العلمي البناء هو ميراث هذه الأمة، والنقد الهدام من سمة أمم الضلال، وقد خلط الكثير من الإسلاميين بين الاثنين، فالتعصب للأشخاص والجماعات جعلهم لا يفرقون بين هذا وذاك.
ونحن هنا اليوم نطرح كتابا للنقد، ليس كتابا مغمورا حتى ننشره، وى كتابا لم يؤخذ به حتى نهمله، وإنما هوكتاب انتشر في أصقاع الأرض وجر الويلات على هذه الأمة وأقتدى به كثير من الجهلة بهذه القضية وألفوا كتبا واشتغلوا في الدجل والشعوذة باسم الرقية الشرعية.
وكما قلنا قبل ذلك: لو كان بعض أهل العلم قال بإحراق بعض الكتب كإحياء علوم الدين للغزالي لما حواه من أحاديث ضعيفة وموضوعه وآثار لا أصل له وحكايات وطامات بما يمثل ربع الكتاب أو ثلثه، فإن كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد بالي يجب حرقه والتبروء من نسبته إلى منهج السلف.
ولذلك قمنا بعمل هذا النقد للكتاب ليكون فاتحة لغيره
ونحن في هذا الصدد كتبنا ورقة قلنا فيه:
قبل طرح نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي نود ان نضع امورا تكون في الحسبان
الأول: ان من مميزات الدين الاسلامي أنه ليس هناك احد فوق النقد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يوجد اعتبار شخص غير رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخذ من قوله ولا يرد
الثاني : ان من قواعد المنهج السلفي كل مخلوق يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم
الثالث : نقد عالم من علماء الأمة ليس معناه اسقاطه والطعن فيه فهذا لا يقع إلا قرين مثله او حاسد
بل النقد نصرة للدين وفائدة لمن انتقد حتى لا يأخذ الناس بخطأه
الرابع : العلماء على مر العصور انتقدوا ولم ينزل هذا من قدرهم
الخامس : العالم لا يتعمد الخطأ بل وقع في نفسه ان ما قاله صواب لذلك لابد من التماس العذر له
السادس : عند نقدنا لعالم نقول الشيخ حبيب الينا ولكن الحق احب الينا من الشيخ
السابع : اذا تعصبت للشيخ فمعنى ذلك انك تدعي له العصمة وهذا خلل في الاعتقاد
واخيرا لا يفهم نقدنا خطأ إلا جاهل او متعصب ضال.
هذه مقدمة لهذا النقد وأسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه وأن لا يجعل لأحد فيه شيئا إنه على كل شيء قدير.
كتبه
سيف النصر علي عيسى


نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي 796a4f10


عدل سابقا من قبل سيف النصر علي عيسى في الإثنين مارس 11, 2024 4:25 am عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيف النصر علي عيسى
مدير عام



ذكر نقاط : 446
تاريخ التسجيل : 24/12/2009

نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي   نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالخميس مارس 07, 2024 2:03 am

المقال الثانية في نقد كتاب الصارم البتار للشخ وحيد بالي
✍وقفات مقدمة الطبعة الواحدة والعشرون
✍الوقفة الأولى: يقول الشيخ وحيد بالي:
منذ طبعته الأولى 1411هـ ودور النشر تستأذني وتطبع منه كميات كبيرة، وانتشر في دول العالم انتشارا ما كان متوقعا، وترجم إلى عدة لغات منها الانجليزية والفرنسية والبلجيكية والماليزية والأوردية، ونشر في تلك البلاد، وهذا كله من فضل ربي سبحانه وتعالى. اهـ
ونقول:
👈أولا: من خلال هذا الكلام يتبين فرح الشيخ بانتشار كتابه، وهذه غفلة عظيمة؛ لأن الكتاب على ما يحويه من ضلالات ومخالفات لعقيدة السلف يجر على الشيخ سيئات لا حصر لها. لقوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ» أخرجه مسلم من حديث جرير بن عبد الله.
هذا إذا كان الشيخ مقر بما فيه وفرح بما يتعلمه الناس منه ويعتقدون ما فيه. ولا نقول أن هذه المسائل محل اجتهاد لالتماس العذر له؛ لأنه كتب هذا الكتاب بنص قوله وهو طالب في الجامعة، أي قبل أن يقطع شوطا في طلب العلم فضلا أن يكون مجتهدا.
👈ثانيا: قوله" وهذا كله من فضل ربي" فلا يكون فضل الله تعالى في ما فيه ضلال ومخالفات لعقيدة الإسلام.
👈ثالثا: ومن ذلك نصيحة للشيخ أن يراجع نفسه في هذا الكتاب ويتبرأ مما فيه من أخطاء عقائدية جسيمة تمس جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سنبينه بإذن الله تعالى.
✍الوقفة الثانية: يقول الشيخ:
وهذا الكتاب يركز على تصحيح العقيدة فيما يختص بجانب السحر والشياطين. اهـ
ونقول:
👈أولا: العقيدة لا تثبت إلا بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وهم الصحابة ومن تبعهم بإحسان من أهل القرون المفضلة.
فمن استدل بآية أو حديث مخالف لظاهرهما وليس فيهما فهم لسلف الأمة فهذا تحريف في كلام الله ورسوله ووضعه في غير موضعه.
ومن ادعى ذلك أنها عقيدة السلف فقد أخطأ خطأ جسيما.
👈ثانيا: سيدرك القارىء أن استدلالات الشيخ كانت من كتب السحرة والمشعوذين وليست من كتب السلف.
الوقفة الثالثة: يقول الشيخ وحيد بالي: الاعتماد على الدليل في مسألة علاج السحر. اهـ
ونقول:
أولا: الاعتماد على الدليل في إثبات علاج السحر هذا شيء، وعلاج السحر بالدليل هذا شيء آخر.
وأظن أن الشيخ وهم  -كما سيتبين ذلك-، وأنه في أكثر كلامه لم يعتمد على الدليل لا في العلاج ولا في الإثبات.
ثانيا: الدليل يعني الكتاب والسنة بفهم السلف، وفهم السلف نوعان:
الأول: فهم متفق عليه وهو ما يسمى بالإجماع وهذا لا إشكال فيه.
الثاني: فهم مختلف فيه بين السلف، وهذا فيه توسعة لنبذ الخلاف والفرقة.
ثالثا: لا يجوز القياس على فهم صحابي في دليل، والقياس يكون على نص من الكتاب أو السنة فقط. فمن قاس على فهم صحابي أو عالم فقد أخطأ وانحرف عن جادة الصواب.
✍الوقفة الرابعة:
يقول الشيخ وحيد بالي: حُدِّثتُ أن بعض المعالجين يتهاونون في علاج النساء كأن يسمح للمرأة أن تدخل عليه متبرجة، أو يتهاون في عدم وجود المحرم فيعالجها دون محرم، أو مع مجموعة من النساء، فعلى المعالج أن يتقي ربه ويصون نفسه ويراقب خالقه.
ونقول:
ما ذكره الشيخ فيه إشكالات لوجوه:
👈الأول: خلط الشيخ بين العلاج وبين التهاون وحيث أن الشيخ اشترط أن يكون كلامه بالقرآن والسنة فهنا لا نرى لا قرآنا ولا سنة.
👈الثاني: حصر الشيخ قضية التهاون في بعض الصور التي قد تجوز وقد لا تجوز بحسب الحالة.
وترك صورا لا تجوز مطلقا، مثل تعرية المرأة، والضرب على بطنها، أو تعرية صدرها، أو أي جزء من جسدها  بداعي الرقية، أو أن يدهن جزء من جسدها بالزيت، أو يمسح على جسدها، ونحو ذلك من الأشياء المحرمة مطلقا.
👈الوجه الثالث: كون المرأة تدخل متبرجة فهذا أمر فيه اطلاق، فالتبرج أنواع فهناك من يجعل كشف الوجه واليدين تبرجا، ومن يجعل كشف الشعر تبرجا، ومن يجعل كشف الذراعين تبرجا وكشف الصدر والساقين.
فلا أدى أي نوع من هذا أراد الشيخ؟
فإذا كان يريد الوجه والكفين فجمهور أهل العلم على جواز كشفهما والأدلة يفهم منها ذلك .
فكان يفضل له أن يقول متبرجة، بمعنى كاشفة جسدها أو شيء منه عدا الوجه والكفان.
👈الوجه الرابع: يجوز رقية الكافر والكافرة، ونص حديث رقية اللديغ يدل على ذلك، ولم يلزم الشرع المرأة الكافرة بلباس معين إذا دخلت على طبيب أو راق. المهم أن لا يتعدى معها حدود الشرع.
وأيضا رقية الأمة وهي غير ملزمة بالحجاب إلزام الحرة.
👈الوجه الخامس: كون المحرم شرطا بإطلاق لم يذكر هذا لا في الكتاب ولا في السنة، وإنما اشترط المحرم في السفر أكثر من يوم وليلة خوف الفتنة، فإذا أمنت الفتنة فيجوز لها السفر بدون محرم كما في حديث الظعينة.
أما دخول المرأة على الرجل بغير محرم فالشيخ لعله يقصد الخلوة بها، وكان ينبغي أن يقول: كأن يخلو بها في مكان مغلق.
لأن المكان المفتوح الذي يرجح دخول الناس عليه أو مرور الناس منه لا خلوة فيه.
وأما إذا كان معه عدد من الرجال فقد انتفت الخلوة في الغالب كما جاء في صحيح مسلم (2173) من حديث عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ دَخَلُوا عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَهِيَ تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ، فَرَآهُمْ، فَكَرِهَ ذَلِكَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: لَمْ أَرَ إِلَّا خَيْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ قَدْ بَرَّأَهَا مِنْ ذَلِكَ». ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: «لَا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ، بَعْدَ يَوْمِي هَذَا، عَلَى مُغِيبَةٍ، إِلَّا وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوِ اثْنَانِ».
وفي رواية الإمام أحمد(6995) قال عبد الله بن عمرو: " فما دخلت بعد ذلك المقام على مغيبة، إلا ومعي واحد أو اثنان".
والمغيبة هي المرأة تجلس في البيت وحدها وقد غاب عنها زوجها.
فهنا لم يشترط النبي صلى الله عليه وسلم المحرم وإنما اشترط أن يكون أكثر من رجل.
وقد يقول البعض: قد يتفق الرجلان وأكثر على امرأة في فعل الفاحشة.
ونقول: هذا اعتراض على حديث النبي صلى الله عليه وسلم بالعقل وهذا باطل، ونقول له بالمقابل وقد يفعل الرجل بابنته واخته وخالته وعمته وهو ما يسمى بزنا المحارم فهل معنى ذلك عزل النساء نهائيا؟.
وقد يتفق الرجل الديوث على زوجته أو ذات محرمه ويجلب لها الرجال لأجل المال.
إذا الالتزام بما قال النبي صلى الله عليه وسلم هو الأولى والواجب؛ بدلا من إعمال العقل في معارضته بطرق ملتوية.
👈الوجه السادس: معالجة المرأة مع مجموعة من النساء جائز فقد انتفت الخلوة هنا، وفي بعض الأمراض  يكون وجود المحرم أو الرجل بصفة عامة أمر فيه حرج كطبيب النساء تدخل عليه المرأة ومعها أخرى أو مع الطبيب ممرضة تساعده. فهذا أمر جائز ولم يقل أحد بمنعه وإلا كان الحرج في الأمرة والحرج ممنوع.

✍الوقفة الخامسة:
قال الشيخ وحيد بالي ص(11): حُدِّثتُ أن بعض المعالجين اتخذ العلاج مهنة يشترط فيها أجرًا، معينا مستدلا بحديث أبي سعيد رضي الله عنه. برغم أن الحديث المذكور لا دلالة فيه على ذلك، وإنما كانت فيه معاملة بالمثل، حيث أن هذا الحي من العرب أبوا أن يضيفوهم، فمن أجل ذلك رفض أبو سعيد أن يرقي لهم إلا بجعل، ثم أنهم شرطوا على أبي سعيد أن يتم الشفاء، ولم يعطوهم شيئا إلا بعد أن قام من مرضه كأنما نشط من عقال. اهـ
ونقول:
في الكلام منع اتخاذ الرقية مهنة
والكلام من وجوه:
👈الوجه الأول: إذا اعتبرنا الرقية جانب من جواب الطب حيث تتنوع مصادره، فإن الطبيب يتخذ الطب مهنة يتكسب بها. كانت الرقية كذلك.
وإذا اعتبرنا الرقية ليست من الطب (اي العلاج للمرض) فهنا لا تتخذ مهنة.
👈الوجه الثاني: ثبت وجود الرقاة في الجاهلية وكانوا متخصصون في ذلك وكذلك في الصحابة، أما جعل ذلك مهنة فلم يعرف عن الصحابة ذلك كما لم يعرف عن الصحابة اتخاذ الطب مهنة وهي موجودة بداهة فكذلك الرقية، فمن نفى التخصص في الرقية فله أن ينفي التخصص في الطب، وحيث جواز أخذ الأجرة على الرقية فجائز اتخاذها مهنة ما دامت تخفف الآلام عن المرضى كسبب.
👈الوجه الثالث: حديث أبي سعيد الخدري يبين أن الرقية للأمراض البدنية وغيرها، وأن أخذ الأجرة على ذلك جائز. وهذا ما ذكره أهل العلم قديما وحديثا.
👈الوجه الرابع: النبي صلى الله عليه وسلم لم يحل لهم الأخذ لأنهم عاملوا من لم يضيفوهم بالمثل، بل ليبين لهم أن أخذ الأجرة على الرقية مباح لا شبة فيه.
👈الوجه الخامس: النبي صلى الله عليه وسلم لم يضع لهم قيودا في أخذ الأجرة على الرقية ولم يمنع اتخاذها مهنة ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.

سيف النصر علي عيسى يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيف النصر علي عيسى
مدير عام



ذكر نقاط : 446
تاريخ التسجيل : 24/12/2009

نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي   نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالخميس مارس 07, 2024 2:15 am

✍المقال الثالث في نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد بالي
✍وقفات مع الفصل الأول
✍أولا: تعريف السحر لغة:
قال الشيخ:
قال الليث: السِّحْرُ: عمل يُقْرَبُ فيه إلى الشيطان وبمعونةٍ منه.
وقال الأزهري: أصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره. اهـ
قال ابن منظور: فكأَنَّ الساحر لما أَرَى الباطلَ في صورة الحق وخَيَّلَ الشيءَ على غير حقيقته قد سحر الشيء عن وجهه أَي صرفه.
روى شمر عن ابن أبي عائشة  قال العرب إِنما سمت السِّحْرَ سِحْراً لأَنه يزيل الصحة إِلى المرض. اهـ
👈والكلام في هذا من وجوه:
👈الوجه الأول: كلام الليث عن معنى السحر في اللغة عاما في أي عمل يقرب للشيطان ولطف وخفي سببه يسمى سحرا.
👈الوجه الثاني: يوضح ما سبق كلام الأزهري الذي ذكر بأن السحر هو تغيير حقيقة الشيء.
👈الوجه الثالث: كلام ابن منظور يدل على معنى السحر بأنه يجعل الباطل حقا في صورة خيالية.
👈الوجه الرابع: من هنا يتبين أن معنى السحر في اللغة هو تغيير صورة الواقع في عين وقلب المسحور بأن يجعل الحق باطلا والباطل حقا.
✍ثانيا: تعريف السحر اصطلاحا عند العلماء
ذكر الشيخ وحيد بالي عدة تعريفات لأهل العلم  للسحر فبدأ بتعريف الفخر الرازي فقال:
قال فخر الدين الرازي: السحر في عرف الشرع مختص بكل أمر يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع. اهـ
قال ابن قدامة:
السحر: وهو عقد ورقى وكلام يتكلم به، أو يكتبه، أو يعمل شيئا في بدن المسحور أو قلبه، أو عقله، من غير مباشرة له. وله حقيقة، فمنه ما يقتل، وما يمرض، ويأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه، وما يبغض أحدهما إلى الآخر، أو يحبب بين اثنين. اهـ
قال ابن القيم:
هو مركب من تأثيرات الأرواح الخبيثة، وانفعال القوى الطبيعية عنها. اهـ
✍هذه ثلاثة أقوال في السحر ذكرها الشيخ بالي ولنا معها وقفات:
✍الوقفة الأولى: أن كل تعريف يختلف مع الآخر مما يبين أن السحر ليس له تعريف في الاصطلاح واضح.
فالرازي يجعل السحر تخيلات وهو ما يميل إليه بأنه لا حقيقة له، على منهج الاعتزال، ولا أدري هل يعرف الشيخ وحيد بالي هذا؟ فإذا كان يعرفه فلما لم ينبه على ذلك حتى لا يعتمد أحد قرائه على هذا التعريف؟
✍الوقفة الثانية: تعريف ابن قدامة ضد تعريف الرازي، وعرفه ابن قدامة بطريقته وتأثيره وليس بذاته.
فالساحر يستعمل رقى وعقد وكلام يكتبه ونحو ذلك
فكون الساحر يستعمل رقى وعقد يعقدها وينفث فيها هذا ما ورد في سورة الفلق قال تعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾[الفلق: 4]
قال ابن جرير:
تفسير الطبري (24/ 704)
وقوله: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) يقول: ومن شرّ السواحر الّلاتي ينفُثن في عُقَد الخيط، حين يَرْقِين عليها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) قال: ما خالط السِّحر من الرُّقَي.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا ابن أبي عديّ، عن عوف، عن الحسن (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) قال: السواحر والسَّحرَة.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، قال: تلا قتادة: (وَمِنْ
شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) قال: إياكم وما خالط السِّحر من هذه الرُّقَى.
قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: ما من شيء أقرب إلى الشرك من رُقْية المجانين.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: كان الحسن يقول إذا جاز (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) قال: إياكم وما خالط السحر.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد وعكرِمة (النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) قال: قال مجاهد: الرُّقَى في عقد الخيط، وقال عكرِمة: الأخذ في عقد الخيط.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) قال: النفاثات: السواحر في العقد. اهـ
فذكر ابن جرير أن السواحر يعقدن عقدا ويقرأن عليها وينفثن فيها.
وهذا معنى ما ذكره عن السلف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيف النصر علي عيسى
مدير عام



ذكر نقاط : 446
تاريخ التسجيل : 24/12/2009

نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي   نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالخميس مارس 07, 2024 2:20 am

✍المقال الرابع في نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد بالي
كتبه سيف النصر علي عيسى
✍الوقفة الثالثة: قول ابن قدامة" أو يكتبه"
لم يعرف هذا لا في الكتاب ولا في السنة ولا في آثار الصحابة ولا التابعين أن السحر يُكتب!؛ بل كلام يقال وينفث به في عقد يعقدها الساحر كما هو موجود في القرآن، وحتى سحرة فرعون لم يثبت أنهم أتوا بسحر مكتوب، ولا غيرهم. حتى الاكاديميات التي تعتني بتعليم السحر في بعض البلاد لا يذكرون أن السحر يكتب في ورق أو غيره ، وأن مما هو موجود في الكتب من طلاسم ومربعات وغيره ها كل دجل وشعوذة، ولو كان صحيحا لم غاب عن الشرع وقد بين الله تعالى في كتابه كل شيء كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾[النحل: 89].
قال ابن جرير الطبري: تفسير الطبري (17/ 278)
يقول: نزل عليك يا محمد هذا القرآن بيانا لكلّ ما بالناس إليه الحاجة من معرفة الحلال والحرام والثواب والعقاب. اهـ
وإذا كانت هذه الأمور تترتب عليها الثواب والعقاب والحلال والحرام فكان لابد من تبيانها وأيضا تبيانها في السنة ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة. والنبي صلى الله عليه وسلم علم الأمة كل شيء كما روى مسلم في صحيحه عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قِيلَ لَهُ: قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ.
فإذا كان الأمر بهذه المثابة ألا يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم شيئا عن أخطر الأمور التي تعم بها البلوى في كل عصر وصقع؟
✍الوقفة الرابعة: قول ابن قدامة:" أو يعمل شيئا في بدن المسحور أو قلبه، أو عقله، من غير مباشرة له"
ونقول هذا ما يقع وما يحدث من السحر لأنه لطف وخفي سببه، فيصيب الساحر الإنسان بإذن الله تعالى من غير مباشرة له. وهذا ما وقع من لبيد ابن الأعصم اليهودي مع النبي صلى الله عليه وسلم.
✍الوقفة الخامسة: قول ابن قدامة: " وله حقيقة، فمنه ما يقتل، وما يمرض".
ونقول: 👈أولا: السحر له حقيقة وهذا مذهب أهل السنة والجماعة وما ورد في القرآن والسنة من تأثيره على الإنسان.
👈ثانيا: قوله" فمنه ما يقتل" هذه فيها نظر؛ لأن السحر بذاته ليس آلة للقتل، ولم يرد لا في الكتاب ولا في السنة أنه آلة للقتل، وأنه يقتل إنسانا ولو كان حقيقة لما تركه النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا إياه وهو ممن وقع تحت تأثير السحر.
👈ثالثا: ما ذكره ابن قدامة عن حد الساحر إذا قتل بسحره حيث قال: المغني لابن قدامة (11/ 455):
أن يقتله بسحر يقتل غالبا ، فيلزمه القود ؛ لأنه قتله بما يقتل غالبا ، فأشبه ما لو قتله بسكين .
وإن كان مما لا يقتل غالبا ، أو كان مما يقتل ولا يقتل ، ففيه الدية دون القصاص ؛ لأنه عمد الخطأ ، فأشبه ضرب العصا. اهـ
وهذا الكلام لا دليل عليه لا من كتاب ولا من سنة، ومعلوم أن مثل هذا لا يكون إلا بدليل.
👈رابعا: السحر قد يكون عاملا من عوامل القتل كأن يصيب المسحور بنوع اكتئاب نفسي يؤدي به إلى الانتحار. وهذا شيء محتمل وليس ظنيا؛ لأن إثبات السحر لا يمكن؛ لأنه شيء غيبي ولا يدعيه إلا ساحر أو دجال وكلاهما لا يصدق.

✍الوقفة السادسة: قول ابن قدامة: " ويأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها"
هذا الكلام يحتمل أمرين:
👈 الأول: أن يخيل إلى المسحور أنه يجامع زوجته ولم يحدث ذلك؛ فهذا جائز لأنه وقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
👈والأمر الثاني: أن يمنع انتصاب ذكر الرجل كلما قرب من زوجته وهو يسمونه بسحر" الربط" فهذا باطل وخيال لم يحدث إلا من موهمين ولا علاقة له بالسحر. والدليل على ذلك أن أكثر الذين يقعون في هذا الوهم هم حديثي الزواج، فلو كان حقيقة لوقع مع الجميع.
✍الوقفة السابعة: قول ابن قدامة: " ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه، وما يبغض أحدهما إلى الآخر، أو يحبب بين اثنين" .
ونقول: أولا: ذكر ابن قدامة الشيء وسببه ، فذكر التفريق وسببه التبغيض.
والتفريق بين المرء وزوجه كما قال ابن جرير الطبري:
تفسير الطبري (2/ 446)
فإن قال قائل: وكيف يفرق الساحر بين المرء وزوجه؟ قيل: قد دللنا فيما مضى على أن معنى "السحر": تخييل الشيء إلى المرء بخلاف ما هو به في عينه وحقيقته، بما فيه الكفاية لمن وفق لفهمه. فإن كان ذلك صحيحا بالذي استشهدنا عليه، فتفريقه بين المرء وزوجه: تخييله بسحره إلى كل واحد منهما شخص الآخر على خلاف ما هو به في حقيقته، من حسن وجمال، حتى يقبحه عنده، فينصرف بوجهه ويعرض عنه، حتى يحدث الزوج لامرأته فراقا. فيكون الساحر مفرقا بينهما بإحداثه السبب الذين كان منه فرقة ما بينهما. وقد دللنا، في غير موضع من كتابنا هذا، على أن العرب تضيف الشيء إلى مسببه من أجل تسببه، وإن لم يكن باشر فعل ما حدث عن السبب، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.  فكذلك تفريق الساحر بسحره بين المرء وزوجه. اهـ
وإذا علمنا ذلك فنعلم أن أسباب التفريق بين الزوجين كثيرة غير السحر؛ فمن أين نعلم أن السحر هو السبب؟ وكيف نحدد ذلك؟ ولم يثبت عن النبيأن حدد ذلك بأعراض معينة، ولم يثبت عن الصحابة كذلك؟
إذا بقي الأمر فقط كعلم؛ لكن كواقع لا يستطيع أحد أن يحدده لأنه رجم بالغيب.
✍الوقفة الثامنة: قول ابن القيم في تعريف السحر: "هو مركب من تأثيرات الأرواح الخبيثة، وانفعال القوى الطبيعية عنها. اهـ
👈أولا: هذا التعريف يعبر عن تكون السحر وليس تعريف السحر بماهيته.
👈ثانيا: هذا التعريف لا أدري من أين جاء به ابن القيم؟ لربما أخذه من اطباء وفلاسفة اليونان؛ لأنه كثيرا ما ينقل عنهم في كتابه "الطب النبوي" المجتزء من كتابه "زاد المعاد" امثال جالنيوس وابقراط وغيرهما. وإذا كان كذلك فلا التفات إلى هذا التعريف.
👈ثالثا: وكيف عرف ابن القيم مسألة التركيب وهي أمور غيبية لا تثبت إلا بنص؟ وماذا يقصد بالأرواح الخبيثة؟ هل هي الشياطين، أم أشياء أخر؟.
وأما مسألة انفعال القوى الطبيعية فما هو مقصوده من ذلك؟ لم يصرح ابن القيم بهذا الأمر غير أنه أخذ التعريف تقليدا.
✍الوقفة التاسعة: تعريف السحر لا يمكن لأحد أن يعرفه بماهيته، لأنه شيء غيبي والشيء الغيبي لابد له من نص، ولذلك تباينت آراء العلماء في تعريفه
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله:
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (4/ 41)
اعلم أن السحر في الاصطلاح لا يمكن حده بحد جامع مانع. لكثرة الأنواع المختلفة الداخلة تحته، ولا يتحقق قدر مشترك بينها يكون جامعا لها مانعا لغيرها. ومن هنا اختلفت عبارات العلماء في حده اختلافا متباينا.اهـ

سيف النصر علي عيسى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيف النصر علي عيسى
مدير عام



ذكر نقاط : 446
تاريخ التسجيل : 24/12/2009

نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي   نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالخميس مارس 07, 2024 2:28 am

✍المقال الخامس في نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد بالي
كتبه: سيف النصر علي عيسى
✍ثالثا: تعريف الشيخ وحيد بالي للسحر
بعد أن ذكر الشيخ وحيد بالي تعريفات بعض أهل العلم شرع في وضع تعريف خاص به وفق تصوره هو فقال: هو اتفاق بين ساحر وشيطان على أن يقوم الساحر بفعل بعض المحرمات أو الشركيات في مقابل مساعدة الشيطان له فيما يطلب منه. اهـ
ولنا مع هذا التعريف وقفات:
✍الوقفة الأولى: لماذا ترك الشيخ وحيد كلام أهل العلم في تعريف السحر واختار لنفسه تعريفا مخالفا لما ذكروه؟
فإذا كانت تعريفاتهم للسحر غير صحيحة فلماذا ذكرها؟ ولماذا لم ينبه عليها؟ وإذا كانت صحيحة فلماذا لم يسر على منهجها ؟.
✍الوقفة الثانية: إذا كان عالم الشياطين عالم غيبي ولا يثبت عنه شيء إلا بنص من الكتاب أو السنة الصحيحة؛ فأين النص الذي يثبت الاتفاق بين الشيطان والساحر؟ وحيث لا يوجد نص فهذا الكلام باطل ومخالف لعقيدة السلف في الغيبيات.
✍الوقفة الثالثة:  قوله : "اتفاق" أي يحدث كلام بين طرفين فأكثر على ذلك؛ فكيف عرف الشيخ وحيد هذا الاتفاق من غير نص شرعي؟
وكيف يتكلم الشيطان؟ هل بلغة الساحر أم بلغة أخرى؟ وهل تكون هناك رؤية للشيطان حين يخاطبه الساحر في وضع الاتفاق؟
كل هذه أسئلة لا تجد لها جوابا بدليل من الكتاب أو السنة أو أقوال السلف.
✍الوقفة الثالثة: قوله" على أن يقوم الساحر ببعض المحرمات أو الشركيات"
أيضا نسأل: أين الدليل على هذا الاتفاق على فعل هذا الشيء؟
وهل وقع لسحرة فرعون ذلك؟ وهل وقع لأي ساحر مثل هذا الفعل ممن ذكروا في القرآن؟
وساحر ذو نواس الحميري صاحب الأخدود الذي حرق فيها أهل اليمن هل ثبت أنه كان بينه وبين الشيطان اتفاق؟
✍الوقفة الرابعة: كون الشيطان يطلب من الساحر أن يفعل الشرك هذا مخالف للكتاب والسنة، فلا يعدو فعل الشيطان مع بني آدم الوسوسة.
قال تعالى: ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[إبراهيم: 22].
حتى مع آدم لم يدعوه مباشرة وإنما بالوسوسة قال تعالى: ﴿فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى﴾[طه: 120].
✍الوقفة الخامسة: قوله: " في مقابل مساعدة الشيطان له فيما يطلب منه"
وهذا أيضا كلام يحتاج لدليل، ولا دليل عليه.
وكون الشيطان يساعد الساحر أي أن الساحر يراه وتحدث معه ويطلب منه ويقوم الشيطان بتلبية رغباته بمقابل شركياته. وهذا لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة ولا في أقوال السلف. وإنما هو متلقى من كتب السحرة والدجالين في الغالب.
✍الوقفة السادسة: لو كان الساحر يساعده الشيطان فيما يريده الساحر بالمقابل لما غلب الناس أن يستعملوا السحر ليسخروا الشياطين وخاصة أهل الكفر والالحاد من غير المسلمين فهؤلاء لا يحتاجون إلى فعل طلب فعل محرم أو شرك.
ولو كان الأمر كذلك لما كان لدعوة سليما عليه السلام فائدة وهي قوله: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾[ص: 35]. وقد سخر الله سبحانه وتعالى له الشياطين فقال تعالى: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39)﴾[ص: 36 - 39].
✍الوقفة السابعة: إذا تعريف الشيخ وحيد بالي لم نر له مصدرا من كتب أهل السنة عليه دليل من الكتاب أو السنة ولا قول صحابي أو تابعي.
✍الوقفة الثامنة: يلزم من قوله أن كل سحر لابد فيه من شيطان من الجن، وهذا لم يثبت ولم يقله عالم.

✍ثالثا: قال الشيخ وحيد بالي ص(23):
بعض وسائل السحر في التقرب إلى الشيطان:
- من السحرة من يرتدي المصحف في قدميه يدخل به الخلاء.
- ومنهم من يكتب آيات من القرآن بالقذارة.
- ومنهم من يكتبها بدم الحيض.
- ومنهم من يكتب آيات القرآن على أسفل قدميه.
- ومنهم من يكتب الفاتحة معكوسة.
- ومنهم من يصلي دون وضوء.
- ومنهم من يظل جنبا.
- ومنهم من يذبح للشيطان فلا يذكر اسم الله عند الذبح، ويرمي الذبيحة في مكان يحدده له الشيطان.
- ومنهم من يخاطب الكواكب ويسجد لها من دون الله. اهـ
ولنا مع هذا الكلام وقفات:
👈الوقفة الأولى: هذا الكلام لا أصل له لا من شرع ولا من واقع. ولا أدري من أين جاء به الشيخ وحيد بالي، لربما من كلام يتداوله العامة من الناس. او من كتب السحر والشعوذة؛ وأين ما كان فهذا لا يصدق ولا يبنى عليه اعتقاد في الغيبيات من غير نص شرعي من الكتاب أو السنة وبفهم سلف الأمة.
👈الوقفة الثانية: كلام الشيخ متوافق مع التعريف الذي عرفه للسحر، وكما ذكرنا أنه تعريف لا أصل له ولا دليل عليه. وما بني على باطل فهو باطل.
👈الوقفة الثالثة: كلام الشيخ أنه حصر الساحر في المسلمين فقط؛ فلأجل أن يكون ساحرا أن يلبس المصحف في قدمه.
لكن السحر أكثرهم من الملل الأخرى؛ لأنه ليس عندهم حرام، فهو مشرك كافر بأصله، وإذا كان المقصد من الشيطان أن يطلب من الساحر ارتداء المصحف في قدمه هو الكفر فساحر الملل الأخرى كافر بأصله فلا يحتاج إلى مثل ذلك.
👈الوقفة الرابعة: الكتابة بدم الحيض والوضوء باللبن ونحو ذلك فلا يوجد أحد من أهل العلم تكلم بهذا، فضلا أن يوجد بيان من السنة أو كلام الصحابة في مثل هذا التصور.
👈الوقفة الخامسة: كون الساحر يظل جنبا أو يصلي من غير وضوء كل هذا لا علاقة له بالسحر وإنما هو معصية وإن استحلها كفر بالله تعالى.
👈الوقفة السادسة: قال الشيخ ص(24): ومنهم من يكتب طلسما بألفاظ غير عربية تحمل معاني كفرية. اهـ
وهذا لا علاقة له بالسحر؛ بل هو من الرقية المحرمة التي تحوي الشرك. فمن شروط الرقية ان لا يكون بها شرك، وحيث أن هذه الطلاسم تحتمل فلذلك هي محرمة.
👈الوقفة السابعة: قال الشيخ ص24: ومن هنا يتبين لنا أن الجني لا يساعد الساحر ولا يخدمه غلا بمقابل. اهـ
وهذا أيضا تأكيد بلا دليل، وأن هذا الكلام أشبه بالخرافة، فلا يوجد تعاون بين الإنس وشياطين الجن وجها لوجه. بل أقصى ما يكون الأمر هو الوسوسة والدعوة عن طريقها كما قال تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [إبراهيم: 22]
والشاهد قوله: { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي}؛ أي أنها مجرد دعوة عن طريق الوسوسة كما هو معروف عنه.
قال الشيخ السعدي:
تفسير السعدي (ص: 425)
واعلم أن الله ذكر في هذه الآية أنه ليس له سلطان، وقال في آية أخرى {إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون} فالسلطان الذي نفاه عنه هو سلطان الحجة والدليل، فليس له حجة أصلا على ما يدعو إليه، وإنما نهاية ذلك أن يقيم لهم من الشبه والتزيينات ما به يتجرؤون على المعاصي.
وأما السلطان الذي أثبته فهو التسلط بالإغراء على المعاصي لأوليائه يؤُزّهم إلى المعاصي أزّا، وهم الذين سلطوه على أنفسهم بموالاته والالتحاق بحزبه، ولهذا ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.اهـ
ولم يثبت خضوع شيطان لإنسي إلا لسليمان عليه السلام، وكون الساحر له القدرة على الاتصال بالشيطان والاتفاق معه وجها لوجه على أن يفعل الساحر شيئا يرضيه مقابل أن يخدمه الشيطان هذا لم يرد مطلقا. ومن ادعى أن هذا ثبت بالشرع فقد أعظم الفرية على الله ورسوله.

سيف النصر علي عيسى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيف النصر علي عيسى
مدير عام



ذكر نقاط : 446
تاريخ التسجيل : 24/12/2009

نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي   نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالخميس مارس 07, 2024 2:33 am

المقال السادس في نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد بالي
✍وقفات مع الفصل الثاني
ذكر الشيخ وحيد بالي في هذا الفصل الرد على منكري الجن والسحر بالكتاب والسنة والفصل جيد في بابه غير بعض النقاط
✍الوقفة الأولى: قول الشيخ وحيد في (ص:27): إن العلاقة بين الجن والسحر وعلاقة قوية، بل إن الجن والشياطين هم العامل الأساسي في السحر ولقد أنكر بعض الناس وجود الجن ومن ثم أنكروا حدوث السحر. اهـ
ونقول: هذا الكلام فيه خلط عجيب:
👈أولا: لا يزال الشيخ يربط بين السحر والشياطين والجن، وهذا كما قلنا سابقا مغاير لعقيدة السلف، فلا يوجد ما قاله اتفاق بين الشيطان وبين الساحر على أن يقدم كل منهم شيء للآخر. هذا ليست بعقيدة الإسلام بل هي عقيدة السحرة والخرافين والدجالين، والشيخ لُبس عليه هذا الأمر فبنى كل كلامه على هذه العلاقة.
👈ثانيا: لا توجد علاقة بين إنكار الجن والسحر والشياطين وبين علاقة الساحر بالشياطين؛ حتى نقول أنكرو الجن والشياطين والسحر بسبب إنكارهم لهذه العلاقة.
👈ثالثا: قد يؤمن الإنسان بالجن والشياطين ولا يؤمن بالسحر كحال المعتزلة، ومن ثم فلا علاقة بين إنكار الجن وإنكار السحر.
فمن الناس من ينكر الجن والشياطين والسحر، ومن الناس من ينكر السحر ولا ينكر الجن والشياطين، ومن الناس من يؤمن بهما جميعا على طريقة فاسدة مخالفة لطريق الإسلام أو لطريقة أهل السنة.
👈رابعا: إذا كان الأفضل أن تكون العبارة: من الناس من ينكر الجن والشياطين والسحر ومن الناس من ينكر السحر كحقيقة.
ثم يبدأ في الرد على هؤلاء وهؤلاء.
✍الوقفة الثانية: نقل أدلة وجود الجن والسحر:
ما نقله الشيخ في اثبات وجود الجن هو كلام أهل السنة، وما ذكره في اثبات وجود السحر كذلك إلا أنه وقع تخبيط في سحر النبي صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيف النصر علي عيسى
مدير عام



ذكر نقاط : 446
تاريخ التسجيل : 24/12/2009

نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي   نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالخميس مارس 07, 2024 2:55 am

المقال السابع في نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد بالي
كتبه سيف النصر علي عيسى
✍الوقفة الثالثة: كيف سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال الشيخ وحيد ص34: اليهود لعنهم الله اتفقوا مع لبيد بن الاعصم وهو من اسحر اليهود أن يعما سحر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبعطوه ثلاث دنانير.
وفعلا قام هذا الشقي وعمل السحر على شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم: قيل أنه حصل عليها من جارية صغيرة كانت تذهب الى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وعقد عليها سحرا له ووضع السحر في بئر ذروان. اهـ
وهذا الكلام فيه نظر من وجوه:
👈الوجه الأول: أن حكاية اتفاق اليهود مع لبيد في عمل سحر لرسول الله صلى الله عليه وسلم  مقابل ثلاث دنانير هذا كلام مكذوب ونقل الشيخ بصيغة الجزم هنا فيه كذب واضح.
👈الوجه الثاني: لعل الشيخ اغتر بنقل الحافظ ابن حجر في فتح الباري (10/ 226)حيث قال رحمه الله:
وقد بين الواقدي السنة التي وقع فيها السحر أخرجه عنه بن سعد بسند له إلى عمر بن الحكم مرسل قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم من سنة سبع جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم وكان حليفا في بني زريق وكان ساحرا فقالوا له يا أبا الأعصم أنت أسحرنا وقد سحرنا محمدا فلم نصنع شيئا ونحن نجعل لك جعلا على أن تسحره لنا سحرا ينكؤه فجعلوا له ثلاثة دنانير. اهـ
فهذا الخبر نقله ابن حجر عن الواقدي كما نقله عنه ابن سعد في الطبقات، وذكر ابن حجر كلمة" بسنده" لأن أهل العلم يعرفون أن الواقدي واسمه محمد بن عمر متهم بالكذب وكان يضع الأحاديث.
قال ابن سعد في الطبقات الكبير (2/ 176):
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني أبو مروان، عن إسحاق بن عبد الله، عن عمر بن الحكم، قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم. من الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم جاءت رؤساء يهود الذين بقوا بالمدينة ممن يظهر الإسلام، وهو منافق إلى لبيد بن الأعصم اليهودي وكان حليفا في بني زريق، وكان ساحرا، قد علمت ذلك يهود أنه أعلمهم بالسحر وبالسموم، فقالوا له: يا أبا الأعصم، أنت أسحر منا، وقد سحرنا محمدا فسحره منا الرجال والنساء فلم نصنع شيئا، وأنت ترى أثره فينا، وخلافه ديننا، ومن قتل منا وأجلى، ونحن نجعل لك على ذلك جعلا على أن تسحره لنا سحرا ينكؤه، فجعلوا له ثلاثة دنانير على أن يسحر رسول الله صلى الله عليه وسلم... الحديث."
وهذا السند مظلم.
1- محمد بن عمر شيخ ابن سعد  كذاب
قال الذهبي في "ميزان الاعتدال (3/ 663)":
قال أحمد بن حنبل: هو كذاب، يقلب الأحاديث، يلقى حديث ابن أخي الزهري على معمر ونحو ذا.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
وقال مرة: لا يكتب حديثه
وقال البخاري وأبو حاتم: متروك.
وقال أبو حاتم أيضا والنسائي: يضع الحديث.
وقال الدارقطني: فيه ضعف.
وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه
وقال ابن المديني: الواقدي يضع الحديث.
2- أبو مروان: مجهول
3- إسحاق بن عبدالله بن أبى فروة
قال البخاري: تركوه.
ونهى أحمد بن حنبل عن حديثه
وقال يحيي بن معين:  ليس بشيء
وقال مرة: كذاب
وقال على ابن المديني: منكر الحديث.
وقال عمرو بن على وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي: متروك الحديث.
وقال الدارقطني والبرقاني: متروك.
4- عمر بن الحكم: ثقة.
غير أنه أرسله، يعني سقط من إسناده من لا يعرف.
فصار الخبر بهذا التحقيق موضوعا.
فكيف يحتج الشيخ وحيد بخبر كاذب موضوع؟
👈الوجه الثالث: قول الشيخ وحيد: " قيل أنه حصل عليها من جارية صغيرة كانت تذهب الى بيوت النبي  صلى الله عليه وسلم"
لا ندري من أين جاء الشيخ وحيد بهذا الخبر؟ وقد صدره بقيل ؛ أي أنه إما أنه يعرف أنه لا أصل له أو أنه يوهم القارئ بصحة الخبر.
وكان الأولى أن يذكر أحاديث البخاري ومسلم ويقف عندها دون التعرض لزيادة موضوعه ومكذوبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيف النصر علي عيسى
مدير عام



ذكر نقاط : 446
تاريخ التسجيل : 24/12/2009

نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي   نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالإثنين مارس 11, 2024 4:35 am

المقال الثامن في نقد كتاب الصارم البتار للشي وحيد عبد السلام بالي
سيف النصر علي عيسى

الوقفة الرابعة: فهم الشيخ وحيد الخاطئ أدى للطعن في رسول صلى الله عليه وسلم
قال الشيخ وحيد ص34: والظاهر من جميع طرق الحديث أن هذا السحر من نوع عقد الرجل عن زوجته، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يستطيع أن يجامع احدى زوجاته فإذا اقترب منها لم يستطع ذلك، ولم يمس هذا السحر عقله، ولا سلوكياته، ولا تصرفاته، وإنما كان مقصورا على ما ذكر. اهـ
والرد على هذا الكلام من وجوه:
الوجه الأول: أن الشيخ قال الظاهر: والظاهر له معنيان.
المعنى الأول: علمي: وهو دلال اللفظ على أكثر من معنى مع وجود معنى راجح.
والمعنى الثاني: هوى، وما يتداول على ألسنة العوام بمجرد الظن والتخمين.
وكلا الأمرين مخالف للدليل والشرع.
أما المعنى العلمي: فما ظنه الشيخ وحيد ليس موجودا
ففي رواية البخاري(3268) «سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ».
وفي الرواية الأخرى(6391) «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طُبَّ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ صَنَعَ الشَّيْءَ وَمَا صَنَعَهُ».
وفي رواية(5765) «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ، حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلاَ يَأْتِيهِنَّ».
وفي رواية الإمام أحمد (24347) «لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر يرى أنه يأتي ولا يأتي».
فكلمة " يخيل" لا تحتمل إلا معنى واحد: وهو حركة النفس في المحسوسات.
والمحسوس هنا هو جماع أهله. فلا يوجد هنا لفظ ظاهر، بل نص.
وهو أن يخيل إليه  شيئا خلاف الحقيقة، أي أن الأمر مجرد تخيل، وليس حقيقة.
أما المعنى الثاني: وهو " الظاهر" بالمعنى العامي فهذا لا يصلح في المسائل الشرعية، فضلا على ان يكون هذا في جانب النبي صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثاني: هناك فرق بين كون الإنسان يعجز عن إتيان زوجته نتيجة عدم انتصاب عضوه أثناء الجماع.
وبين التخيل الذي لا علاقة له بالعجز .
فكل واحد يعجز عن إتيان زوجته لا يقع تحت الخيال؛ بل هو يعي كل شيء ويشعر بعجزه.
أما الخيال فالإنسان بكامل قدرته، لكن لا يقرب من أهله من الأصل ، ويظن أنه قد جامع زوجته.
فالأول فيه طعن في جانب النبي صلى الله عليه وسلم، والثاني لا علاقة له بالطعن.
الوجه الثالث: حكاية سحر الربط هذا لا وجود له
فهو لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة، وفي أقوال الصحابة.
وبالنظر إلى الواقع لا نرى هذا الربط يحدث إلا لحديثي الزواج في الغالب، ولا يحدث لقديمي الزواج إلا نادرا.
الوجه الرابع: لا ندري من أين جاء الشيخ بهذا التفسير للحديث بأنه كان سحر النبي صلى الله عليه وسلم سحر ربط؟
غير ما ورد عن القاضي عياض بقوله:  
قال عياض يحتمل أن يكون المراد بالتخيل المذكور أنه يظهر له من نشاطه ما ألفه من سابق عادته من الاقتدار على الوطء فإذا دنا من المرأة فتر عن ذلك كما هو شأن المعقود. اهـ فتح الباري لابن حجر (10/ 227)
وقوله" يحتمل" خلاف " الظاهر" فالاحتمال شيء من الوهم، ولذلك لا يثبت به حكما شرعيا. وما تطرق إليه الاحتمال من تفسير الدليل يسقط به الاستدلال. وأيضا يدل على أن القاضي غير ظان بهذا فضلا عن جزمه.
الوجه الخامس: وقد رد الحافظ ابن حجر تفسير الشيخ وحيد
فقال الحافظ في فتح الباري لابن حجر (10/ 227)
وقد قال بعض الناس إن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه وطيء زوجاته ولم يكن وطأهن وهذا كثيرا ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة قلت وهذا قد ورد صريحا في رواية بن عيينة في الباب الذي يلي هذا ولفظه حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن وفي رواية الحميدي أنه يأتي أهله ولا يأتيهم قال الداودي يرى بضم أوله أي يظن وقال بن التين ضبطت يرى بفتح أوله قلت وهو من الرأي لا من الرؤية فيرجع إلى معنى الظن وفي مرسل يحيى بن يعمر عند عبد الرزاق سحر النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة حتى أنكر بصره وعنده في مرسل سعيد بن المسيب حتى كاد ينكر بصره قال عياض فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده. اهـ
فبطل بذلك ما ذكره الشيخ وحيد من تفسيره للحديث بأنه سحر ربط.

الوقفة الخامسة: مدة سحر النبي صلى الله عليه وسلم
قال الشيخ وحيد ص 34: واختلف في مدة هذا السحر فقيل أربعين يوما وقيل غير ذلك فالله اعلم. اهـ
ونقول:
الكلام من وجوه:
الوجه الأول: هذا الكلام في ذكر المدة بصيغة التضعيف دليل على أن الشيخ لا يقول بأحد القولين.
الوجه الثاني: قوله: قيل أربعين يوما"  هذا لم يرد به دليل صحيح.
الوجه الثالث: أن المدة الحقيقية هي ستة أشهر كما ورد ذلك في مسند أحمد(24347) عن عائشة قالت: «لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر يرى أنه يأتي ولا يأتي». وسنده صحيح.

الوقفة السادسة: توهم آخر للشيخ وحيد بالي:
حيث قال في ص35: ومن جمع طرق الحديث يظهر أن اليهود صنعوا للنبي صلى الله عليه وسلم سحرا من أشد أنواع السحر، وكان غرضهم قتله صلى الله عليه وسلم – ومن السحر ما يقتل كما هو معلوم-، ولكن الله عصمهم من كيدهم فخففه إلى أخف أنواع السحر وهو" الربط". اهـ
وفي هذا الكلام من الطامات من وجوه:
الوجه الأول: قوله" يظهر أن اليهود صنعوا " هذا ليس من العلم في شيء ؛ إنما مجرد تخمين، وهذا لا يصح في البحث العلمي.
الوجه الثاني: مخالفة الشيخ لرواة الحديث في تفسيره فجعله بداية من أشد أنواع السحر ثم انتهى بأنه من أخف أنواع السحر.
قال سفيان ابن عيينة: وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ السِّحْرِ، إِذَا كَانَ كَذَا [صحيح البخاري (7/ 137)].
ولم يقل أحد فخفف هذا السحر، بل هو نفس السحر، ويلزم من كلام الشيخ وحيد عدم تقسيم السحر كما بين في كتابه.
الوجه الثالث:  قول الشيخ: "وكان غرضهم قتله صلى الله عليه وسلم"
وهذا مجرد تخمين لا دليل عليه، ويحتاج إلى خبر صحيح ولا يوجد، ومثل هذه الأشياء لا يتكلم فيها بمجرد التخمين.
الوجه الثالث: قوله" ومن السحر ما يقتل كما هو معلوم"
ونقول: لا يوجد دليل على أن من السحر ما يقتل لا من الكتاب ولا من السنة ولا من أقوال الصحابة. فمن أين أتى الشيخ وحيد بهذا الكلام؟
وقوله " كما هو معلوم" أي أنه لا يتطرق إليه شك، وحيث كذلك فيكون دليله واضحا أو متفق عليه ولا يوجد شيء من ذلك إنما هو مجرد وهم.
الوجه الرابع: قول الشيخ وحيد" ولكن الله عصمهم من كيدهم فخففه إلى أخف أنواع السحر وهو" الربط"
ونقول : من أين أتى الشيخ وحيد بهذا التخفيف وهذه الحكاية؟
ولا يوجد لا سند صحيح ولا فهم صحابي. فلماذا يجيز لنفسه الخروج عن فهم السلف بمجرد أوهام وتخمينات يجعلها عقائد ؟
الأمر خطير وعلى الشيخ أن يراجع كتابه مراجعة علمية، حتى لا يحما آثام من يتبعه عليها.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيف النصر علي عيسى
مدير عام



ذكر نقاط : 446
تاريخ التسجيل : 24/12/2009

نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي   نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي Emptyالإثنين مارس 11, 2024 4:46 am

وقفات نقدية مع كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد بالي
سيف النصر علي عيسى

وقفات مع الفصل الثالث
أقسام السحر
ذكر الشيخ في هذا الفصل كلام العلماء في السحر ونقل ما ذكره الرازي والراغب وعنه ابن حجر. ثم بعد ذلك رفض كل هذه الأنواع واعتبرها ليست من السحر في شيء، وإنما هي مجرد خداع ونحوه. ثم تكلم عن السحر الحقيقي الذي يؤمن به والذي لا وجود له كما ذكرنا سابقا فقال (ص51):
من دراسات تقسيمات الرازي والراغب وغيرهما من العلماء للسحر : نجد أنهم قد أقحموا في السحر ما ليس منه.
والسبب في ذلك أنهم اعتمدوا على المعنى اللغوي للسحر وهو ما لطف وخفي سببه، ومن هنا أدخلوا فيه الاختراعات العجيبة، والأمور الناتجة عن خفة اليد، والسعي بين الناس بالنميمة، وما شاكلها من الأمور التي خفي سببها ولطف مدخلها.
وكل هذا لا يعنينا في هذا البحث؛ وإنما بيت القصيد ومحور البحث يدور حول السحر الحقيقي الذي يعتمد فيه الساحر على الجن والشياطين. انتهى كلامه.


وفي هذا الكلام عدة وقفات:
الوقفة الأولى: رفض الشيخ وحيد كل أنواع السحر التي ذكرها العلماء
واعتبرها من مجرد الخداع.
أولا: فعند الشيخ وحيد أن كل العلماء الذين عرفوا السحر أدخلوا فيه ما ليس منه، فلماذا أتى بتعريف الرازي وابن قدامة وابن القيم في بداية تعريفه للسحر؟
هل فقط للنقل؟ أم للتنبيه على أن تعريفاتهم لا علاقة لها بالسحر؟
ولماذا نقل كلام ابن قدامة وأيده في ص43؟
ثانيا: ذكر الشيخ وحيد حقيقة للسحر لم يذكرها أحد من سلف الأمة وأئمة أهل السنة؛ بل نقل ما ذكره الرازي والراغب ولم ينقل نفس كلامهم واعتمد عليه؛ بل وضع كلاما من عنده.
وعندما ذكر كلام الرازي ذكره نقل ابن كثير واختصاره لكلام الرازي، ولم يذكر تفصيل كلام الرازي نفسه.
فالرازي ذكر من أنواعه في تفسيره الكبير (3/ 623):
النوع الثالث: من السحر: الاستعانة بالأرواح الأرضية، واعلم أن القول بالجن مما أنكره بعض المتأخرين من الفلاسفة والمعتزلة، أما أكابر الفلاسفة فإنهم ما أنكروا القول به إلا أنهم سموها بالأرواح الأرضية وهي في أنفسها مختلفة منها خيرة ومنها شريرة، فالخيرة هم مؤمنو الجن والشريرة هم كفار الجن وشياطينهم، ثم قال الخلف منهم: هذه الأرواح جواهر قائمة بأنفسها لا متحيزة ولا حالة في المتحيز وهي قادرة عالمة مدركة للجزئيات، واتصال النفوس الناطقة بها أسهل من اتصالها بالأرواح السماوية، إلا أن القوة الحاصلة للنفوس الناطقة بسبب اتصالها بهذه الأرواح الأرضية أضعف من القوة الحاصلة إليها بسبب اتصالها بتلك الأرواح السماوية، أما أن الاتصال أسهل فلأن المناسبة بين نفوسنا وبين هذه الأرواح الأرضية أسهل، ولأن المشابهة والمشاكلة بينهما أتم وأشد من المشاكلة بين نفوسنا وبين الأرواح السماوية، وأما أن القوة بسبب الاتصال بالأرواح السماوية أقوى فلأن الأرواح السماوية هي بالنسبة إلى الأرواح الأرضية كالشمس بالنسبة إلى الشعلة، والبحر بالنسبة إلى القطرة، والسلطان بالنسبة إلى الرعية. قالوا: وهذه الأشياء وإن لم يقم على وجودها برهان قاهر فلا أقل من الاحتمال والإمكان، ثم إن أصحاب الصنعة وأرباب التجربة شاهدوا أن الاتصال بهذه الأرواح الأرضية يحصل بأعمال سهلة قليلة من الرقى والدخن والتجريد، فهذا النوع هو المسمى بالعزائم وعمل تسخير الجن. اهـ
وهذا الكلام من الرازي لم يُسبق إليه وهو في القرن السابع الهجري، ولم نجد من سبقه بهذا التفصيل ولا نعرف من أين أتى به، والرازي كان كثير القراءة في كتب الفلسفة وعلم الكلام والشعوذة من كتب ابقراط وجلنيوس وغيرهما ، وربما أخذ هذا الكلام من كلام البوني في منبع أصول الحكمة وشمس المعارف وهما كتابا كفر وزندقة.
والأصل في هذه المسائل الغيبية هو السير على طريق السلف الصالح، وحيث لم يوجد دليل لا من الكتاب ولا من السنة فلا معول على ذلك.
ثالثا: ما ذكره الرازي ليس من كلام السلف بل هو كلام المتكلمين
وهم أهل بدع مخالفة لعقيدة السلف
قال السبكي المتوفى 771ه في كتابه" معيد النعم ومبيد النقم (ص: 91):
حاصل معنى السحر في اللغة يرجع إلى معنى الإزالة وصرف الشيء عن وجهه بطريق خفيّ. ويطلق في عرف المتكلمين على أمور:
ثم قال (ص: 92):
وسادسها: الاستعانة بالجِنّ على ما يريده بالرُقى والعزائم والتسخيرات. اهـ
فذكر السبكي أن هذا التقسيم هو في عرف المتكلمين يعني ليس من عرف أهل السنة والجماعة ولم يذكر ذلك في القرون الأول.
والشيخ وحيد اعتقد ما اعتقده الكلاميون ولم يتحر الحق في المسألة ليميز بين كلام السلف وكلام اهل البدع، وربما اغتر بنقل ابن كثير واختصاره لكلام الرازي. وهذا محض تقليد.
رابعا: علماء الكلام الذين ذكروا انواع السحر لم يذكروا أن كلها خداع؛ بل ذكروها على أساس أن لها تأثير على الإنسان بطريق خفي سببه.
وأما الشيخ وحيد فأنكر كل ما قالوه وجعله غير ما عرف عن السحر واعتبر السحر الحقيقي هو ما عرفه باتفاق الساحر والشيطان ، وهو ما ذكرنا أنه لا أصل له.
خامسا: قد يعتمد البعض على كلام شيخ اسلام ابن تيمية في تفصيل الاستعانة بالجن إذا كان في مباح أو في حرام .
وهو كلام لا خطام له زلا زمام ولا دليل عليه لا من كتاب ولا من سنة وأثر من السلف على ما ذكره وقد بينا بطلانه بالأدلة في كتابنا" التحقيقات الجلية في نقد كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجن"
سادسا: قد يستدل البعض على وقوع الاتفاق بين الانس والجن بقوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن: 6].
وهذا من الباطل؛ فكثير من الناس من يعتقد الشيء أولا ثم يبحث عن دليل يوافقه.
وهذه الآية لا علاقة لها باتفاق بين جن وإنس ؛ وإنما أمور جاهلية كان يقوم بها أهل الجاهلية بجهل منهم أنهم إذا نزلوا واديا من الوديان في سفر فظنوا أن هذا الوادي له حارس من قبيلة الجن أو سكان فلأجل أن يسلموا من شرهم يقولون: نعوذ بسيد هذا الوادي. كما نقل أئمة التفسير ذلك
فنقل ابن جرير الطبري في تفسيره (23/ 324):
عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} [الجن: 6] قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: فُلَانٌ مِنَ الْجِنِّ رَبُّ هَذَا الْوَادِي، فَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا دَخَلَ الْوَادِي يَعُوذُ بِرَبِّ الْوَادِي مِنْ دُونِ اللَّهِ، قَالَ: فَيَزِيدُهُ بِذَلِكَ رَهَقًا، وَهُوَ الْفَرَقُ. اهـ
فصار جهل الجاهلية علما يقال ويعتمد عليه! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
سابعا: قد يستدل البعض بقوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} [الأنعام: 128].
وهذا كسابقه لا علاقة له باتفاق ساحر وشيطان على أن يفعل كل منهما ما يرضي الآخر.
قال ابن جرير في تفسيره (12/ 116):
عن ابن جريج قوله: (ربنا استمتع بعضنا ببعض) ، قال: كان الرجل في الجاهلية ينزل الأرض فيقول: "أعوذ بكبير هذا الوادي"، فذلك استمتاعهم، فاعتذروا يوم القيامة.
وأما استمتاع الجن بالإنس، فإنه كان، فيما ذكر، ما ينال الجنَّ من الإنس من تعظيمهم إيّاهم في استعاذتهم بهم، فيقولون: "قد سدنا الجِنّ والحِنّ". اهـ

الوقفة الثانية: قال الشيخ وحيد بالي ص 51:
فإن قال قائل: إننا نشاهد بعض السحرة الذين ينطقون بأسماء يزعمون أنها للكواكب أو ترمز لها ويخاطبونها، وبعد ذلك يتم سحرهم وينفذ ويتحقق أمام الرائي .
فالجواب:
إذا صح هذا فليس من تأثير الكواكب ولكن من تأثير الشياطين، لإضلال السحرة وفتنتهم، كما روي أن الكفار عندما كانوا يخاطبون الأصنام الحجارة الصماء كانت الشياطين تجيبهم بصوت مسموع من داخل الأصنام فيظنون أنها الآلة وليست كذلك. اهـ
وهذا السؤال والجواب فيه نظر من وجوه:
الوجه الأول: السؤال قائم إما على كذب ، أو على وهم يقع فيه الرائي، فقولهم "يتحقق أمام الرائي" مثل ما يفعله أصحاب الخدع اليدوية وغيرها من هؤلاء المنتشرين في المسارح والموالد الشعبية وغيرها.
وهؤلاء ذكر عنهم الشيخ وصدقهم فيما يقولون، وكأنه يثبت هذه الأفعال ويصحح وقوعها وهي ليست بحقيقة.
الوجه الثاني: شكك الشيخ في الخبر، وصحح وقوعه في نفس الوقت وهذا تناقض.
الوجه الثالث: رجع الشيخ وحيد هذا الأمر إلى تأثير الشياطين لإضلال السحرة؟
كيف ذلك والسحرة ضلال في الأصل، والساحر-على فرض معرفته- هو من يفعل ذلك؛ يعني أنه متأكد من حدوث هذه الأشياء لذلك، وإلا فكيف يصدقه الناس؟
الوجه الرابع: إتيان الشيخ وحيد بخبر لا أصل له ، ومخالف للقرآن واستدل بها وقاس عليه وهذا خلل واضح في الاستدلال.
فلا يوجد موضوع الشيطان يدل داخل الصنم ويكلم الناس، ولم يثبت هذا بأثر صحيح
الوجه الخامس: القياس لا يكون إلا في الأحكام، وعلى دليل صحيح، أما في الأخبار فلا قياس فيها.
الوجه السادس: السامري عندما صنع عجلا وجعل له خوار لم يفكر أن يتفق مع شيطان حتى يدخل داخل العجل ويكلم الناس.
قال تعالى: {أَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89)} [طه: 88، 89]
وكان السحر في هذا الزمن منتشر ، فلم يحدث شيء من ذلك، والعجل لم يكلم الناس.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نقد كتاب الصارم البتار للشيخ وحيد عبد السلام بالي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شرح كتاب أصول الإيمان للشيخ ابن عثيمين
» قواعد علمية هامة للشيخ الألباني في علم الحديث
» بدع زيارة القبور للشيخ الألباني رحمه الله
» كتاب : ثمن الجنة
» كتاب الدعاء في خطبة الجمعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الشيخ سيف النصر علي عيسى :: القسم العام :: منتدى الرفية والرد على الدجالين والمشعوذين-
انتقل الى: