معنى لا إله إلا الله وفضلها
سيف النصر علي عيسى
معنى لا إله إلا الله
هي أنه لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى ، فهي تتضمن نفيٌ وإثباتٌ
والمقصود بالنفي : هو نفي كل المعبودات الباطلة من إنسان أو حيوان أو جماد ، مما يعبدها الناس أو يتقربوا بها إلى الله عز وجل ، والكفر بهذه المعبودات الباطلة .
قال تعالى : ( وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً)(الإسراء: من الآية39)
وقال تعالى : ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(البقرة: من الآية256)
والإثبات : هو الاعتراف مع اليقين أن الذي يستحق العبادة هو الله وحده لا شريك له .
لا إله : نفي للمعبودات الباطلة .
إلا الله : إثبات العبادة لله وحده .
فمن صرف شيئاً من العبادات الظاهرة أو الباطنة لغير الله سبحانه وتعالى فلم يحقق النفي المطلوب في الكلمة ، ومن رأى أن الله لا يستحق العبادة أو شيئاً منها فلم يحقق الإثبات المطلوب .
فضل لا اله الا الله
فهي الكلمة التي من أجلها خلقت الخليقة وأرسلت الرسل وأنزلت الكتب ووضع الميزان والكتاب وخلقت الجنة والنار والعذاب والنعيم ، وهي عصمة للإنسان في الدنيا من القتل وأخذ الأموال والنساء ، ونجاة يوم القيامة من النار أو من الخلود في النار .
روى البخاري (3727) ومسلم (32) عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي نَفْسَهُ وَمَالَهُ إِلا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ)
وروى البخاري (3180) عَنْ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ الْعَمَلِ) قَالَ الْوَلِيدُ حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ عَنْ عُمَيْرٍ عَنْ جُنَادَةَ وَزَادَ (مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ أَيَّهَا شَاءَ . )
وروى مسلم في صحيحه (38) عَنْ عُثْمَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ)
قال بن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ في كتابة ( كلمة الإخلاص ص52 ـ 71) ما مختصرة :
وكلمة التوحيد لها فضائل عظيمة لا يمكن ها هنا استقصاؤها فلنذكر بعض ما ورد فيها :
فهي كلمة التقوى : كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الصحابة وهي كلمة الإخلاص ، وشهادة الحق أو دعوة الحق ، وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر ولأجلها خلق الله الخلق
كما قال تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56) ولأجلها أرسل الرسل وأنزلت الكتب كما قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25) وقال تعالى : (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاتَّقُونِ) (النحل:2)
ولهذا قال بن عيينة : من أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من عرفها لا إله إلا الله . وأن لا إله إلا الله لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا ، ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب ، ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد ، فمن قالها عصم ماله ودمه ، ومن آباها فماله ودمه هدر .
وهي مفتاح الجنة ومفتاح دار الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا أ ـ هـ
وهي : ثمن الجنة ( ) : قاله الحسن البصري وغيره
روى أبو داود (2709) والحاكم (1/503) وصححه ووافقه الذهبي والألباني
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ )