سيف النصر علي عيسى مدير عام
نقاط : 446 تاريخ التسجيل : 24/12/2009
| موضوع: بيان حال حديث وكان به لمم السبت مارس 09, 2024 3:49 pm | |
| بيان حال حديث " وكان به لمم" تحقيقا ودلالة. سيف النصر علي عيسى
حديث لمم أوس بن الصامت والكلام فيه في موضعين: الأول: تحقيق جملة(وكان به لمم) والثاني: معرفة المقصود من كلمة "اللم" في الحديث الموضع الأول: تحقيق لفظة اللم ورد الحديث بلفظ فيه "به لمم" وبلفظ لم يرد فيه هذا اللفظ أما الأول: وهو ما ذكر اللم فيه أخرجه أبو داود من طريقين الأول: قال: (2219) حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد عن هشام بن عروة: أن جميلة كانت تحت أوس بن الصامت، وكان رجلا به لمم، فكان إذا اشتد لممه ظاهر من امرأته، فأنزل الله عز وجل فيه كفارة الظهار. وهذا مرسل صحيح والثاني: قال: (2220) حدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا حماد ابن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها مثله رواه عن حماد بن سلمة: موصولا محمد بن الفضل ، وهو ثقة ثبت إلا أنه تغير بآخره. وتابعه عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ عن حماد كما في"تاريخ المدينة لابن شبة (2/ 398)" وعبد الأعلى : صدوق وعنه موسى بن إسماعيل مقطوعا، وهو ثقة ثبت ، أي أعلى درجة من محمد بن الفضل فحديثه محفوظ وحديث محمد بن الفضل شاذ. قال البيهقي: السنن الكبرى للبيهقي (7/ 629) وَرَوَاهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادٍ فَأَرْسَلَهُ وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني" (2880) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، نا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ. به وسيأتي لفظه وهو حديث موضوع: فيه: عبد الوهاب بن الضحاك بن أبان السلمى العرضى: متروك الحديث وكذبه أبو حاتم. وللحديث طريق آخر: وأخرجه سعيد بن منصور في سننه( 2185) من حديث عطاء بن يسار, أن أوس بن صامت تظاهر من امرأته خولة بنت ثعلبة, فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته - وكان أوس به لمم - فنزل القرآن, فأنزل الله عز وجل: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا}, فقال لامرأته: "مريه فليعتق". فقالت: يا رسول الله, والذي أعطاك ما أعطاك, ما جئت إلا رحمة له. قالت: فنزل القرآن وهي عنده في البيت, فقال: "مريه فليصم شهرين متتابعين". فقالت: والذي أعطاك ما أعطاك, ما يقدر عليه. فقال: "مريه فليتصدق على ستين مسكينا". فقالت: يا رسول الله, ما عنده ما يتصدق به. فقال "اذهبي إلى فلان الأنصاري, فإن عنده شطر وسق تمر, أخبرني أنه يريد أن يتصدق به, فليأخذ منه, ثم ليتصدق على ستين مسكينا". وهو مرسل فعطاء لم يسمع من أوسبن الصامت قال أبو داود : عطاء لم يُدركْ أوس بن الصامت ، هذا مرسل ، أوس من أهل بدر ، قديم الموت ، وإنما رَوَوه عن الأوزاعي عن عطاء أن أوسا قال ، وعطاء لم يسمع من أوس ، والناس كلّهم رووه عن عطاء عن أوس.[ انظر جامع الأصول في أحاديث الرسول (7/ 652)] وقال ابو نعيم في "معرفة الصحابة لأبي نعيم (1/ 303)": رواه جرير بن حازم ومحمد بن سلمه وابراهيم بن سعد في جماعه عن محمد بن اسحاق. ورواه اسماعيل بن جعفر عن محمد بن ابي حرمله عن عطاء بن يسار عن خوله. ورواه الاوزاعي عن حسان بن عطيه عن اوس بن الصامت مرسلا . ورواه مالك عن طاوس ومحمد بن كعب القرظي وغيرهما مرسلا . ورواه سعيد بن ابي عروبه عن قتاده مرسلا . ووصله سعيد بن بشير عن قتاده عن انس اوس بن ثابت بن المنذر بن حرام اخو حسان بن ثابت والد شداد بن اوس شهد بدرا والعقبه وقتل بأحد. فتبين أن الحديث ضعيف من كل طرقه. اللفظ الثاني للحديث: وهو ما لم يذكر فيه هذه الجملة. وقد رواه: ابن ماجة: (188) قال: حدثنا علي بن محمد، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة بن الزبير عن عائشة، قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا في ناحية البيت، تشكو زوجها، وما أسمع ما تقول، فأنزل الله: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها} [المجادلة: 1]. وهذا سند صحيح، وليس فيه لفظ "به لمم" وأخرجه أيضا (2065) قال: حدثنا العباس بن يزيد، حدثنا غندر، حدثنا معمر، عن الحكم ابن أبان، عن عكرمة عن ابن عباس: أن رجلا ظاهر من امرأته، فغشيها قبل أن يكفر، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك له، فقال: "ما حملك على ذلك؟ " فقال: يا رسول الله، رأيت بياض حجليها في القمر، فلم أملك نفسي أن وقعت عليها، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره ألا يقربها حتى يكفر. وسند صحيح وليس فيه لفظ "به لمم" وأخرجه ابن حبان: (1334) من حديث ابن إسحاق قال: حدثني مَعْمَرُ بن عبد الله بن حنظلة، عن يوسف، عن عبد الله بن سلام. عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ قَالَتْ: فيَّ وَالله وَفِي أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ أَنْزَلَ الله -جَلَّ وَعَلا- صَدْرَ آيَةِ الْمُجَادَلَةِ. قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَهُ، وَكَانَ شَيْخاً كَبِيراً قَدْ سَاءَ خُلُقُهُ وَضَجِرَ. قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ يَوْماً فَرَاجَعْتُهُ فِي شَيْءٍ، فَغَضِبَ وَقَالَ: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، ثُمَّ خَرَجَ فَجَلَسَ فِي نَادِي قَوْمِهِ سَاعَةً، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيَّ فَإِذَا هُوَ يُرِيدُني عَلَى نَفْسِي، فَقُلْتُ: وَالَّذِي نَفْسُ خُويلَةَ بِيَدِهِ لا تَخْلُصُ إِلَيَّ وَقَدْ قُلْتَ مَا قُلْتَ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ وَرَسُوُله فِينَا بِحُكْمِهِ. قَالَتْ: فَوَاثَبَنِي، فَامْتَنَعْتُ مِنْهُ فَغَلَبْتُهُ بِمَا تَغْلِبُ بِهِ الْمَرْأَةُ الشيْخَ الضَّعِيفَ، فَاَلْقَيْتُهُ عَنِّي، ثُم خَرَجْتُ إلَى بَعْضِ جَارَاتِي فَاسْتَعَرْتُ مِنْهَا ثِيَاباً، ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّي جِئْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَذَكَرْتُ لَهُ مَا لَقِيتُ مِنْهُ، فَجَعَلْتُ أَشْكُو إلَيْهِ مَا أَلْقَى مِنْ سُوءِ خُلُقِهِ. قَالَتْ: فَجَعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "يَا خُوَيْلَة ، ابْنُ عَمِّكِ شَيْخٌ كبِيرٌ فَأَبْلِى الله فِيهِ". قَالَتْ: فَوَالله مَا بَرِحْتُ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ، فَتَغَشَّى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَا كَانَ يَتَغَشَّاهُ. ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ: "يَا خَوْلَةُ قَدْ أنْزَلَ الله فِيكِ وَفِي صَاحِبِكِ". قَالَتْ: ثُمَّ قَرَأَ عَلَيَّ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا -إِلَى قَوْلِهِ- وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المجادلة: 1 - 4]. فَقَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُرِيهِ فَلْيُعْتِقْ رَقَبَةً". قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله، مَا عِنْدَهُ مَا يُعْتِقُ. قَالَ: "فَلْيَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ". قَالَتْ فَقُلْتُ: يَا رسول الله إِنَّهُ شَيْخٌ كَبِيرٌ مَا بِهِ صِيَامٌ. قَالَ: "فَيُطْعِمُ سِتينَ مِسْكِيناً". قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رسول الله، مَا ذَاكَ عِنْدَه. قَالَتْ:- فقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "فَإِنا سَنُعِينُهُ بِعَرَقٍ مِنْ تَمْرٍ" قَالَتْ: وَأَنَا يَا رسول الله، سَأُعِينُهُ بِعَرَقٍ آخَرَ. فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَصَبْتِ- أَوْ أَحْسَنْتِ- فَاذْهَبِي، فَتَصَدَّقِي بِهِ عَنْهُ وَاسْتَوْصى بِابْنِ عَمِّكِ خَيْرأ". فَقَالَتْ: فَفَعَلْتُ. وإسناده حسن. فثبت أن حديث (وكان به لمم) حديث منكر الموضع الثاني: معنى اللمم في الحديث وموضوع اللم في الحديث المقصود به شدة شبقه ورغبته في النساء، وليس المقصود به مس جان أو جنون. وذلك في رواية الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (2880) حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، نا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ، وَهُوَ الَّذِي ظَاهَرَ مِنِ امْرَأَتِهِ، أَنَّ أَوْسًا كَانَ بِهِ لَمَمٌ فَكَانَ إِذَا اشْتَدَّ لَهْفُهُ قَالَ ذَلِكَ، فَإِذَا تَرَاخَى عَنْهُ لَمْ يَفْعَلْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا. فَجَاءَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتَسْتَفْتِيَهُ فِي ذَلِكَ وَتَشْتَكِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا مَا أَنْزَلَ " وهي رواية مكذوبة كما بينا ولكن فيها الشاهد من المقصود باللم. وقال الخطابي: قال الخطابي في المعالم: معنى اللهم ههنا شدة الإلمام بالنساء وشدة الحرص والتوقان إليهن. يدل على ذلك قوله في هذا الحديث من الرواية الأولى: كنت امرأ أصيب من النساء مالا يصيب غيري، وليس معنى اللمم ههنا الخبل والجنون ولو كان به ذاك ثم ظاهر في تلك الحالة لم يكن يلزمه شيء ولا غيرها والله أعلم. انتهى. شرح السنة للبغوي (9/ 242) قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ: لَيْسَ معنى «اللَّمَمُ» هَهُنَا: الخَبل، وَالْجُنُون، وَلَو كَانَ بِهِ ذَلِكَ، ثُمَّ ظَاهر فِي تِلْكَ الْحَال، لم يكن يلْزمه شَيْء، بل معنى «اللمم» هَهُنَا: الإلمامُ بالنِّساء، وَشدَّة الْحِرْص، والتوقان إلَيْهِنَّ. قَالَ الإِمَامُ: هَذَا كَمَا رُوي عَنْ سُلَيْمَان بْن يَسَار، عَنْ سَلمَة بْن صَخْر فِي حَدِيث الظِّهَار، قَالَ: كنت امْرأ أُصِيب من النِّسَاء مَا لَا يُصيب غَيْرِي، فَلَمَّا دخل شهرُ رَمَضَان، خفتُ أَن أُصِيب من امْرَأَتي شَيْئا، فظاهرت مِنْهَا حَتَّى يَنْسَلِخَ شهرُ رَمَضَان، فَبينا هِيَ تُحَدِّثنِي ذاتَ لَيْلَة، إِذْ تكشفَ لي مِنْهَا شَيْء، فَلم ألبث أَن وقعتُ عَلَيْهَا، فانطلقتُ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرتهُ، فَذكر الْحَدِيث، وَفِيه: «فَأَطْعِمْ وَسَقًا مِنْ تَمْرٍ بَيْنَ سِتِّينَ مِسْكينًا».
| |
|