أحاديث نبوية لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم (الجزء الثالث)
كاتب الموضوع
رسالة
سيف النصر علي عيسى مدير عام
نقاط : 446 تاريخ التسجيل : 24/12/2009
موضوع: أحاديث نبوية لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم (الجزء الثالث) الأحد أبريل 12, 2015 2:51 pm
أحاديث نبوية لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم (الجزء الثالث) اعداد : سليمان الخراشي تعليق : أبوحسام الدين الطرفاوي
36- " لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من تعصي " قال ابن عراق: (رواه أبو نعم من حديث عمرو بن العاص، وفيه محمد بن اسحق العكاشي. قلت: أورده ابن الجوزي في الواهيات من الطريق المذكور ومن حديث ابن عمر من طريق غالب بن عبيد الله، ومن حديث أبي هريرة من طريق أبي داود النخعي، ثم قال: هذا إنما يثبت من قول بلال بن سعد، والله تعالى أعلم)(1) قال ابن الجوزي في "العلل المتناهية في الأحاديث الواهية"(2) : (هذا مشهور من كلام بلال بن سعد، وإنما رفعه إلى رسول صلى الله عليه وسلم الكذابوان).
[يقول أبوحسام الدين : المعنى صحيح فإن النظر إلى الذنب لا يكون إلى ذات الذنب وإنما إلى من يعصيه بذنبه ، فكلما زادت عظمة الله في قلب الإنسان استعظم مخالفته ولو في صغير ، ولكما قل تعظيم الله تعالى في قلب العبد كلما نظر الى الذنب الكبير كأنه ذبابة وقعت على وجهه فهشها بيده ]
37- " البلاء موكل بالمنطق " قال ابن الجوزي : (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) (3) وذكره الصاغاني في الموضوعات(4)
[يقول أبوحسام الدين : أي أن الانسان عليه أن يحافظ على لسانه فلا يقول إلا خيرا ، ولا ينطق إلا خيرا ، فكم من كلمة أردت صاحبها في نار جهنم ، وكم من كلمة رفعت صاحبها في عليين ، وكما قال تعالى : {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق: 18]]
38- " أوحى الله إلى الدنيا: اخدمي من خدمني، وأتعبي من خدمك " قال ابن عراق: (رواه الخطيب من حديث ابن مسعود ، وابن الجوزي من حديثه أيضاً بلفظ : يقول الله تبارك وتعالى: مري على أوليائي وأحبائي لا تحلولي لهم فتفتنيهم، وأكرمي من خدمني، وأتعبي من خدمك، ومدار الطريقين على الحسين بن داود البلخي) (5). وقال الشوكاني: (الحديث موضوع) (6) . [يقول أبوحسام الدين : هذا الكلام معناه صحيح ، فكلما انشغل الله تعالى بالله تعالى وترك الدنيا وراء ظهره أتته الدنيا وهي راغمة ، وإن انشغل بالدنيا عن طاعة الله تعالى جعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له كما روى ابن ماجه (5/ 227) بسند صحيح : عن أبان بن عثمان بن عفان، عن أبيه قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان بنصف النهار، قلت: ما بعث إليه هذه الساعة إلا لشيء يسأل عنه، فسألته، فقال: سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة" ]
39- " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى " قال ابن عراق : (رواه أبو نعيم من حديث ابن عمر، وابن عرفة في جزئه من حديث أبي سعيد، والطبراني من حديث أبي أمامة، وابن الجوزي من حديث أبي هريرة، ولا يصح…)(7) . وذكره ابن الجوزي في الموضوعات( . [يقول أبوحسام الدين : الفراسة هي التوسم في الاشياء : قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين : ومن منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }(الفاتحة: 4) منزلة الفراسة. قال الله تعالى: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} (الحجر:75) قال مجاهد- رحمه الله: المتفرّسين. وقال: ابن عبّاس- رضي الله عنهما-: للنّاظرين، وقال قتادة: للمعتبرين، وقال مقاتل: للمتفكّرين. ولا تنافي بين هذه الأقوال، فإنّ النّاظر متى نظر في آثار ديار المكذّبين ومنازلهم، وما آل إليه أمرهم أورثه فراسة وعبرة وفكرة، وقال تعالى في حقّ المنافقين: {وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} (محمد: 30) ، فالأوّل: فراسة النّظر والعين، والثّاني: فراسة الأذن والسّمع. وسمعت شيخ الإسلام ابن تيميّة- رحمه الله- يقول: علّق معرفته إيّاهم على المشيئة، ولم يعلّق تعريفهم بلحن خطابهم على شرط، بل أخبر به خبرا مؤكّدا بالقسم، فقال: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} (محمد: 30) وهو تعريض الخطاب، وفحوى الكلام ومغزاه. والمقصود: أنّه سبحانه أقسم على معرفتهم من لحن خطابهم، فإنّ معرفة المتكلّم وما في ضميره من كلامه: أقرب من معرفته بسيماه وما في وجهه، فإنّ دلالة الكلام على قصد قائله وضميره أظهر من السّيماء المرئيّة، والفراسة تتعلّق بالنّوعين بالنّظر والسّماع.اهـ ]
40- " البدلاء أربعون رجلاً وأربعون امرأة، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً، وكلما ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة " قال ابن عراق: (رواه الحسن الخلال في كرامات الأولياء من حديث أنس، ولا يصح منها شيء…)(9) وقال ابن القيم معدداً الأحاديث الموضوعة: (ومن ذلك: أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد، كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم) (10)
[يقول أبوحسام الدين : هذا الكلام باطل ، فهو خبر والخبر لا يكون إلا بدليل صحيح ]
41- " ثلاثة لا يُعَادون: صاحب الرَمَد، وصاحب الفرس، وصاحب الدّمل" قال العجلوني : (رواه الطبراني في الأوسط، والبيهقي في الشعب وضعفه، عن أبي هريرة رفعه. ورواه البيهقي أيضاً عن يحيى بن أبي كثير من قوله، وهو الصحيح) (11) وقال ابن عراق: (فيه مسلمة بن علي الخشني متروك) (12)
[يقول أبوحسام الدين : هذا الكلام باطل لا يصح شرعا ولا عقلا وعرفا ]
42- " من عشق فكتم فعف فمات مات شهيداً " قال ابن القيم -رحمه الله- : "هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز أن يكون من كلامه؛ فإن الشهادة درجة عالية عند الله مقرونة بدرجة الصديقية. ولها أعمال وأحوال، هي شرط في حصولها، وهي نوعان: عامة وخاصة؛ فالخاصة: الشهادة في سبيل الله. والعامة : خمس مذكورة في الصحيح ليس العشق واحداً منها …" الخ ما قال -رحمه الله- في تضعيف هذا الحديث(13).
[يقول أبوحسام الدين : قال ابن القيم في الطب النبوي (ص: 207) : فإن هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز أن يكون من كلامه، فإن الشهادة درجة عالية عند الله، مقرونة بدرجة الصديقية، ولها أعمال وأحوال، هي شرط في حصولها، وهي نوعان: عامة وخاصة، فالخاصة: الشهادة في سبيل الله. والعامة خمس مذكورة في «الصحيح» ليس العشق واحدا منها. وكيف يكون العشق الذي هو شرك في المحبة، وفراغ القلب عن الله، وتمليك القلب والروح، والحب لغيره تنال به درجة الشهادة، هذا من المحال، فإن إفساد عشق الصور للقلب فوق كل إفساد، بل هو خمر الروح الذي يسكرها، ويصدها عن ذكر الله وحبه، والتلذذ بمناجاته، والأنس به، ويوجب عبودية القلب لغيره، فإن قلب العاشق متعبد لمعشوقه، بل العشق لب العبودية، فإنها كمال الذل، والحب والخضوع والتعظيم، فكيف يكون تعبد القلب لغير الله مما تنال به درجة أفاضل الموحدين وساداتهم، وخواص الأولياء، فلو كان إسناد هذا الحديث كالشمس، كان غلطا ووهما، ولا يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ العشق في حديث صحيح البتة. ثم إن العشق منه حلال، ومنه حرام، فكيف يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه يحكم على كل عاشق يكتم ويعف بأنه شهيد، فترى من يعشق امرأة غيره، أو يعشق المردان والبغايا، ينال بعشقه درجة الشهداء، وهل هذا إلا خلاف المعلوم من دينه صلى الله عليه وسلم بالضرورة؟ كيف والعشق مرض من الأمراض التي جعل الله سبحانه لها الأدوية شرعا وقدرا، والتداوي منه إما واجب إن كان عشقا حراما، وإما مستحب.اهـ ]
43- " لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك " قال الشوكاني : " قال في الذيل: لا يصح. وقال الصغاني : موضوع. وقال في الوجيز : هو من حديث واثلة بن الأسقع، وفيه عمر بن إسماعيل، كذاب"(14)
[يقول أبوحسام الدين : الشماتة خلق سيء قال الرّاغب: الشّماتة الفرح ببليّة من تعاديه ويعاديك . وقال القرطبيّ: الشّماتة: السّرور بما يصيب أخاك من المصائب في الدّين والدّنيا قال تعالى : {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150)قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)}[الاعراف : 150،151] وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يتعوّذ من جهد البلاء، ودرك الشّقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء) أخرجه البخاري ]
44- " دفن البنات من المكرمات " ذكره ابن الجوزي في الموضوعات(15)، وقال : "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" وضعف جميع طرقه .
[يقول أبوحسام الدين : الكلام باطل شرعا وعقلا وعرفا ، وهذا مما جاء الاسلام بالنهي عنه حين كان يفعله أهل الجاهلية فنزل قوله تعالى : {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ( بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)} [التكوير: 8، 9]
45- " يدعو الله الناس يوم القيامة بأمهاتهم ستراً من الله عليهم" قال ابن عراق: "رواه ابن عدي من حديث أنس، ولا يصح، فيه إسحاق بن إبراهيم الطبري.." (16)
[يقول أبوحسام الدين : هذا كلام باطل مخالف للنصوص الصحيحة بدعوة الناس بآبائهم وأحب الأسماء إليهم ]
46- " ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا " قال العجلوني : "رواه ابن ماجه عن سعد بن أبي وقاص"(17) . وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (877) . [يقول أبوحسام الدين : المعنى صحيح قال الشيخ صالح المنجد كما في سلسلة الآداب الإسلامية : فالبكاء المطلوب عند تلاوة القرآن هو بكاء الخشوع وليس بكاء النفاق، وليس البكاء المستعار، أما التباكي فهو تكلف البكاء، وقد جاء في حديثٍ: ( إن لم تبكوا فتباكوا ) ولكن الحديث ضعفه الشيخ ناصر ، وذكر الشيخ عبد العزيز بن باز في بعض فتاويه أنه لا يعرف صحته، والحديث رواه أحمد وغيره، فالبكاء عرفنا دليله من الكتاب والسنة، وعرفنا أن البكاء عند قراءة القرآن يكون بكاء خشوع وليس بكاء نفاق، مثل التظاهر بالبكاء لأجل أن يقول الناس عنه: إنه خاشع، وإنما هو بكاء خشوع، لو سمعه الشخص ارتاح إليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ( إن من أحسن الناس صوتاً بالقرآن الذي إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله ) رواه ابن ماجة ، وهو حديثٌ صحيح. أما بالنسبة للتباكي فإنه ينقسم إلى: تباكي محمود، وتباكي مذموم: - التباكي المحمود: هو الذي يستجلب رقة القلب وخشية الله، وليس تباكي الرياء والسمعة، مثلما قال عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه يبكي هو و أبو بكر في شأن أسرى بدرٍ : ( أخبرني ما يبكيك يا رسول الله، فإن وجدت بكاءً بكيت، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما ) ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هناك عبارة وردت في كلام بعض السلف : "ابكوا من خشية الله، فإن لم تبكوا فتباكوا". - أما التباكي المذموم: هو الذي يجلب ويستجلب به حمد الخلق وثناءهم عليه، فيتظاهر بالبكاء أمام الناس، فهذا تباكي نفاق.اهـ ] 47- " اتق شر من أحسنت إليه " قال السخاوي : "لا أعرفه، ويشبه أن يكون من كلام بعض السلف"(18)
[يقول أبوحسام الدين : هذا خطأ لأن الحليم ليس شريراً، والإحسان لا يتبعه شر، وهذا الكلام حض على اعتبار الشر في كل الناس حتى أهل الحلم منهم، وحض على البعد عن الإحسان مع أن فعل الخيرات ليس يقصد به إلا وجه الله وحده. ويكون صحيحا ولكن إذا اتجه الإحسان للئام: "إن أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا" ]
48- " أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار " قال العجلوني : "رواه ابن عدي عن عبد الله بن جعفر مرسلاً"(19) وقال الألباني : "ضعيف، أخرجه الدرامي"(20)
[يقول أبوحسام الدين : المعنى صحيح ، فإن الفتوى هي اصدار حكم نيابة عن الله تعالى ، فيعلم المفتى بالتحريم والتحليل والوجوب والندب والكراهة ، وأنه مراد الله تعالى ، وهذا لا يكون إلا عن علم صحيح وإلا كان ممن يتقول على الله بغير علم وهو أشد من الشرك بالله قال تعالى : {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33]
__________ (1) تنزيه الشريعة (2/234). (2) (2/288) . (3) الموضوعات ( 3/ 83 ) . (4) (رقم 101) . (5) تنزيه الشريعة (2/303). (6) الفوائد المجموعة (رقم 711) . (7) تنزيه الشريعة (2/305). ( (3/145). (9) تنزيه الشريعة (2/307) . (10) المنار المنيف (ص 136) . (11) كشف الخفاء (1/385). (12) تنزيه الشريعة (2/357) . (13) زاد المعاد (4/275) . (14) الفوائد المجموعة (ص 265) . (15) (3/ 236) . (16) تنزيه الشريعة (2/381) . (17) كشف الخفاء (1/29) . (18) المقاصد الحسنة (رقم 25) . (19) كشف الخفاء (1/51) . (20) السلسلة الضعيفة (رقم 1814).
أحاديث نبوية لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم (الجزء الثالث)